إشارات بطيئة من المركزي الأوروبي تضغط على مؤشر الداكس
يدخل مؤشر الداكس مرحلة حاسمة في وقت يحاول فيه المستثمرون موازنة ضعف الأوضاع الاقتصادية المحلية مع الضغوط القادمة من الأسواق العالمية التي لا تزال تشكّل مزاج المخاطرة. وبينما لا تزال بعض مكونات المؤشر مدعومة بالشركات الكبرى ذات الطابع التصديري والتعرض التكنولوجي، فإن الصورة العامة لاقتصاد أكبر دولة في أوروبا تبقى ضعيفة، مع استمرار تباطؤ النمو وغياب الزخم الحقيقي.
دفاتر الطلبات في القطاعات الصناعية لا تزال ضعيفة، وحجم الصادرات غير مستقر.
السياسة النقدية لا تزال تلقي بظلالها على أسواق الأسهم الأوروبية.
النمو لم ينهَر، لكنه فشل في استعادة زخم مقنع حتى الآن.
مؤشر الداكس عند مفترق طرق
استفاد مؤشر الداكس من الأداء القوي لعدد محدود من الأسهم القيادية ذات العوائد العالمية، خصوصًا في قطاعات البرمجيات، والأتمتة الصناعية، والتصنيع المتقدم. هذه الشركات ساعدت على دعم المؤشر، رغم ركود النمو الداخلي في ألمانيا. هذا التباين المتزايد بين أداء المؤشر والاقتصاد المحلي خلق فجوة في ثقة المستثمرين تجاه متانة السوق في المرحلة الراهنة. كما أن ارتفاع تكاليف الطاقة خلال السنوات الماضية، إضافة إلى ضعف الطلب الخارجي خصوصًا من الصين، كلها عوامل زادت من الضغوط على ثقة القطاع الصناعي، رغم تراجع معدلات التضخم عن ذروتها.
أداء انتقائي في ظل ضغوط نقدية مستمرة
لا تزال السياسة النقدية تمارس ضغطًا واضحًا على أسواق الأسهم الأوروبية. ورغم تباطؤ التضخم في منطقة اليورو، يؤكد البنك المركزي الأوروبي أن خفض أسعار الفائدة لا يزال بحاجة إلى وقت وحذر. في الوقت ذاته، أدى ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل إلى إضافة طبقة جديدة من الضغط، حيث ترفع هذه العوائد من معدل الخصم المستخدم في تقييم الأسهم، ما يضغط بشكل مباشر على أسهم النمو التي تشكّل وزنًا كبيرًا داخل مؤشر الداكس. وتتسع الفجوة بين الأسهم القيادية التي ما زالت تجذب السيولة، وبين أسهم الشركات المتوسطة التي تعاني من تباطؤ الطلب المحلي، وتشديد شروط التمويل، وتقلبات الإنتاج الصناعي. نتيجة لذلك، لم يعد الداكس يتحرك كسوق موحد، بل أصبح سوقًا انتقائيًا يعتمد على قوة شركات محددة دون غيرها.

المصدر: Trading View
الولايات المتحدة تضيف ضغطًا على الأصول الأوروبية
أدى صعود الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات الأمريكية إلى تشديد الأوضاع المالية عالميًا، وهو ما يسحب السيولة من الأسواق الدولية ويضع ضغوطًا إضافية على الأصول الأوروبية. وعلى الرغم من أن النمو لم ينهَر بالكامل، إلا أنه لا يزال ضعيف الزخم، بينما تباطأ التضخم دون أن يترجم ذلك إلى تخفيف ملموس في القيود المالية. ويظل عدد محدود من الشركات القوية هو الداعم الرئيسي للمؤشر، في حين يبقى القطاع الأوسع تحت ضغط واضح. ينصب تركيز المستثمرين حاليًا على بيانات مؤشرات مديري المشتريات، والصادرات، والإنتاج الصناعي، باعتبارها عوامل أساسية ستحدد ما إذا كان الضعف الحالي سيستقر أم سيتعمق. وحتى تتضح الصورة بشكل أكبر، من المرجح أن يظل مؤشر الداكس متقلبًا، حساسًا للبيانات الاقتصادية، ومعرضًا لتحولات شهية المخاطرة العالمية.