لماذا يتخلف مؤشر ستاندرد اند بروز 500 عن مؤشر نيكي الياباني هذا العام
شهد هذا العام تبايناً واضحاً في أداء مؤشري نيكي الياباني وستاندرد اند بروز 500 الأمريكي. فقد ارتفع نيكي حوالي 29% على أساس سنوي، بينما ارتفع ستاندرد اند بروز 500 بنسبة 13.55% تقريباً. ويعود الفرق بشكل رئيسي إلى اختلاف تعامل كل دولة مع أسعار الفائدة وحركة العملات وظروف الأعمال.
أسعار الفائدة في الولايات المتحدة لا تزال مرتفعة.
الأسهم في اليابان تبدو أكثر جاذبية مقارنة بالودائع أو السندات.
المستثمرون العالميون يقترضون أموالاً في اليابان بأسعار فائدة منخفضة جداً.
ارتفاع أسعار الفائدة وعدم اليقين الاقتصادي
في الولايات المتحدة، تجعل أسعار الفائدة المرتفعة الاقتراض أكثر تكلفة لكل من الشركات والمستهلكين. الشركات تصبح أكثر حرصاً في الإنفاق والتوسع، والمستهلكون يدفعون أكثر على القروض وبطاقات الائتمان والرهن العقاري. هذا يبطئ النمو ويضع ضغطاً على أرباح الشركات. عندما تنمو الأرباح ببطء، عادة ما ترتفع أسعار الأسهم بوتيرة أبطأ. كما أن العديد من الأسهم الأمريكية كانت مرتفعة السعر بعد مكاسب قوية في السنوات السابقة، خاصة في قطاع التكنولوجيا، ما يجعل من الصعب ارتفاع السوق بسرعة إلا إذا نمت الأرباح بشكل كبير. كما يميل المستثمرون إلى جني الأرباح بسرعة عند وجود شكوك حول الاقتصاد أو أسعار الفائدة، مما يحد من صعود مؤشر ستاندرد اند بروز 500.

المصدر: الاحتياطي الفيدرالي
انخفاض أسعار الفائدة في اليابان
الوضع في اليابان مختلف تماماً. أسعار الفائدة منخفضة جداً، مما يجعل الاقتراض رخيصاً للشركات والأسر. يمكن للشركات الاستثمار بسهولة في مصانع جديدة أو معدات أو تقنيات دون تكاليف تمويل مرتفعة. هذا يدعم نمو الأعمال ويساعد على تحسين الأرباح. كما أن انخفاض أسعار الفائدة يجعل الأسهم أكثر جاذبية مقارنة بالودائع أو السندات منخفضة العائد، لذلك يختار المزيد من المستثمرين وضع أموالهم في السوق المالية. عامل آخر مهم هو ضعف الين الياباني. عندما يكون الين ضعيفاً، تصبح المنتجات اليابانية أرخص للمشترين في الخارج. هذا يساعد شركات التصدير الكبرى مثل شركات السيارات والإلكترونيات والمصانع الصناعية على بيع المزيد من المنتجات خارج اليابان. وعندما تكسب هذه الشركات أموالاً بالعملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي أو اليورو، تزداد قيمتها عند تحويلها إلى الين، مما يعزز أرباحها ويجعل النتائج المالية أقوى.

المصدر: MacroMicro
تجارة الفوائد (Carry Trade)
الأداء القوي لمؤشر نيكي مدعوم أيضاً بتجارة الحملة. يقترض العديد من المستثمرين العالميين الأموال في اليابان بأسعار فائدة منخفضة للغاية ثم يستثمرونها في أصول ذات عوائد أعلى، بما في ذلك الأسهم اليابانية والأسواق الأجنبية مثل الأسهم الأمريكية والدولار. وبسبب رخص الاقتراض بالين، أصبحت هذه الاستراتيجية شائعة جداً. ومع تدفق المزيد من الأموال إلى الأسواق اليابانية عبر تجارة الحملة، يزداد الطلب على الأسهم اليابانية، مما يرفع مؤشر نيكي هذا العام. إذا حافظت اليابان على أسعار الفائدة منخفضة، فمن المرجح أن تستمر تجارة الحملة في دعم سوق الأسهم اليابانية.