تداول السلع

اقرأ دليلنا للمبتدئين وتعرف على تداول السلع، وتعلم كيف يمكنك تنويع محفظتك الاستثمارية بأصول مثل النفط والذهب.

6 مارس 2024

Copied
Introduction to Commodities Trading
  • يشير مصطلح السلع في عالم التداول إلى البضائع الملموسة أو المواد الخام التي يتم تداول أسعارها في البورصات العالمية.

  • تحدد أسعار السلع استناداً إلى العرض والطلب، كما يمكن أن تتأثر بعوامل مختلفة مثل الاتجاهات الموسمية، وتكاليف التخزين، والأنظمة والقوانين.

  • تصنف السلع في غالب الأحيان إلى سلع صلبة (مستخرجة من المناجم أو التعدين) وسلع ناعمة (منتجات زراعية أو ثروة حيوانية).

  • تتداول السلع لعدة أسباب، منها المضاربة على تقلبات الأسعار، وتحوط المنتجين والمستهلكين لإدارة المخاطر.

  • يمكن تداول السلع كعقود فروقات أو من خلال أدوات استثمارية أخرى مختلفة، بما فيها صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة والأسهم.

ماذا نقصد بالسلع؟

يقصد بالسلع - في سياق التداول عبر الإنترنت - عقود الأسعار التي تمثل سلعًا ملموسة أو مواد خام يمكن شراؤها وبيعها في بورصات مختلفة حول العالم، حيث توفر أسواق السلع منصات لتداول هذه العقود الموحدة والتي تمثل كميات محددة من السلع، أي يمكنك تحقيق الأرباح من تحركات أسعار الذهب أو النفط دون الحاجة إلى امتلاك أو تخزين البراميل أو السبائك بشكل مباشر.

يمكن تصنيف السلع المتداولة في هذه الأسواق بشكل عام إلى نوعين:

السلع الصلبة: وهي أسعار السلع المادية المستخرجة من المناجم أو التعدين، ومنها المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة، وموارد الطاقة مثل النفط والغاز الطبيعي، والمعادن الصناعية مثل النحاس.

السلع الناعمة (اللينة): وهي أسعار المنتجات الزراعية، مثل القمح والذرة والقهوة والقطن، والثروة الحيوانية.

يمكن تداول السلع على شكل عقود مقابل الفروقات، بما في ذلك العقود الآجلة، أو في بعض الأحيان، باستخدام أدوات مالية أخرى ذات تعرض بديل، مثل صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة (ETFs)، وصناديق الاستثمار المشتركة للسلع، وكذلك الأسهم المرتبطة بالسلع.

تعتبر السلع ملاذًا آمنًا في أغلب الأحيان، ويمكن استخدامها لتنويع الاستثمارات؛ نظرًا لقلة ارتباطها بالأصول المالية التقليدية، حيث يتم تحديد أسعار السلع من خلال العرض والطلب، وتتأثر بالأحداث الجيوسياسية والظروف الجوية والمؤشرات الاقتصادية.


أسبابٌ لتداول السلع

تخدم تجارة السلع الأساسية أغراضاً متعددة ، فمثلاً يهدف المضاربون منها إلى تحقيق الأرباح، ويهدف المنتجون إلى التحوط ضد المخاطر – مثل استخدام الشركات التي تعتمد على النفط في الإنتاج للعقود الآجلة لإدارة تكاليفها الإنتاجية – كما ويمكن أيضاً للمستثمرين تداول السلع بهدف تنويع محافظهم الاستثمارية.

  • الاستفادة من تحركات الأسعار

يميل المتداولون عبر الإنترنت إلى تداول أسواق السلع بشكل أساسي للاستفادة من التقلبات غير المتوقعة على أسعار الأصول بلا نية لصناعة أو استلام هذه السلع عند انتهاء العقد الآجل.

بالحديث عن السلع، لابد من ذكر الذهب، فهو السلعة الأكثر تداولاً، والذي ينظر اليه بشكل عام كملاذ آمن، ويمكن أن يُظهِر تقلبات كبيرة، تحديداً عند تداوله كعقود فروقات أسعار، خاصةً خلال فترات الأضراب الجيوسياسي، كما أنه كثيراً ما يُستخدم للتحوط ضد أزواج العملات أو الأسهم في أوقات عدم اليقين الاقتصادي بسبب استقرار قيمته عبر التاريخ.

  • التحوط

غالبًا ما يستخدم منتجو ومستهلكو السلع سوق العقود الآجلة للتحوط ضد تقلبات الأسعار، وذلك من خلال شراء عقد آجل، حيث يتفق الأطراف على شراء أو بيع أحد الأصول بسعر محدد مسبقًا في وقت محدد في المستقبل - بغض النظر عن السعر الحالي في السوق عند تاريخ انتهاء صلاحية العقد.

يسمح التحوط للمتداولين - وخاصة في السلع الأساسية – على الاستعداد لمواجهة الظروف الخارجية (مثل الطقس) التي قد تؤثر على المحاصيل مثلاً. يعني أن بإمكان المزارع تحديد أسعار القهوة مقدمًا - في حالة انخفاض أسعار السوق وقت الحصاد – كما ويمكن للمشتري تثبيت الأسعار في حالة ارتفاعها عند تسلّم المحاصيل.

يحتفظ المستثمرون أحيانًا بجزء من السلع في محافظهم الاستثمارية للتحوط أو توزيع مخاطر المحفظة الاستثمارية. ويرجع هذا إلى أن السلع غالبًا ما تكون ذات ارتباط منخفض بالأصول المالية الأخرى ويمكن أن تعمل كتحوط ضد العوامل الاقتصادية مثل التضخم.

مثال على التحوط النفطي باستخدام العقود الآجلة

تخيل أن شركة صناعية تعتمد على النفط كمصدر أساسي للطاقة في عملية الإنتاج، إلا أنها قلقة إزاء تقلبات أسعار النفط، فقد يؤثر ذلك بشكل كبير على تكاليفها.

لحماية نفسها من ارتفاع الأسعار المحتمل، تقرر الشركة إبرام عقد آجل للتحوط ضد مخاطر ارتفاع أسعار النفط، حيث إن العقد الآجل هو اتفاق لشراء أو بيع كمية محددة من سلعة ما بسعر محدد مسبقًا في تاريخ مستقبلي.

الدخول في العقود الآجلة للنفط

لنفترض أن سعر النفط الحالي في السوق هو 100 دولار للبرميل، تدخل الشركة في عقد آجل لشراء 1000 برميل من النفط بالسعر الحالي والذي هو 100 دولار للبرميل، مع تحديد موعد التسليم بعد ثلاثة أشهر.

إذا ارتفع سعر النفط في السوق إلى 120 دولاراً للبرميل عند استحقاق العقد الآجل، تكون الشركة محمية من هذا الارتفاع لأنها لا تزال قادرة على شراء النفط بالسعر المتفق عليه مسبقاً وهو 100 دولار للبرميل.

أما إذا انخفض سعر السوق إلى 80 دولاراً للبرميل، فإن الشركة ملزمة بالشراء بسعر 100 دولار للبرميل، ولكنها قد تشتري في السوق المفتوحة بسعر أقل، مما يؤدي إلى تكبدها خسارة في العقود الآجلة ولكن مع بقاء احتمالية أن توفر في تكاليف الشراء الفعلية.

على الرغم من التكلفة المتوقعة غالباً للدخول في العقود الآجلة، إلا أنها توفر مستوى من اليقين بشأن التكاليف المستقبلية، مما يساعد الشركة على وضع الميزانية والتخطيط بشكل أكثر فعالية - على الرغم من عدم اليقين في سوق السلع الأساسية.

  • تنويع المحفظة

التنويع هو استراتيجية لتوزيع استثماراتك وتداولاتك عبر مجموعة واسعة من فئات الأصول أو الصناعات أو المناطق الجغرافية، حيث يساعد التنويع على توزيع مخاطر استثماراتك، مما يقلل من احتمالية أن يكون لحدث سلبي واحد تأثير كبير على محفظتك.

لا ترتبط أسعار السلع عادة بأصول مالية أخرى مثل الأسهم والسندات، مما يعني أنها غالبًا ما تُرى كملاذ آمن يستخدمه المتداولون لإنشاء محفظة متنوعة مع الحفاظ على التوازن ما بين الأصول المتقلبة والأصول المستقرة.

ما هي العوامل التي تؤثر على أسعار السلع؟

تشتمل التأثيرات على أسعار السلع على عدة عوامل منها الاتجاهات الموسمية، وتكاليف التخزين، واللوائح التنظيمية، إذ أنها تؤثر على العرض والطلب على المنتجات، لذا فإن من المهم أن يكون المتداولون على دراية بهذه العوامل حتى يتمكنوا من تحقيق أقصى استفادة من الفرص المتاحة في السوق وحماية صفقاتهم باستخدام أدوات إدارة المخاطر المناسبة.

يعد ارتفاع الطلب على النفط خلال فصل الشتاء، والذي يؤدي بالتالي إلى ارتفاع أسعار الغاز للتدفئة، من أهم الامثلة على الأثر الكبير الذي تحدثه الاتجاهات الموسمية على أسعار السلع.

هناك عامل رئيسي آخر يؤثر على أسعار السلع ويتمثل في تكاليف التخزين، خاصة بالنسبة للسلع المادية التي يتطلب الحفاظ عليها ظروف تخزين معينة، وحتى بالنسبة لمتداولي العقود الآجلة مع إمكانية التسليم المادي، فلا بد لهم أن يكونوا مدركين للتكاليف المتعلقة بتخزين السلع. حيث يمكن أن يكون لها تأثير ملحوظ على ربحية بعض استراتيجيات التداول.

إن أسواق السلع خاضعة لضوابط تنظيمية، لذا يجب على المتداولين أيضًا أن يكونوا على دراية بالقواعد واللوائح الخاصة بالبورصات التي يعملون فيها.


كيف تبدأ بتداول السلع؟

تتداول السلع عادةً على منصات التداول عبر الإنترنت التي يوفرها الوسطاء. ويمكن لأي شخص تقريبًا الدخول إلى أسواق السلع العالمية من خلال فتح حساب تداول لدى أحد الوسطاء.

يعد تحليل السوق وإدارة المخاطر من أهم الأمور بالنسبة للمتداولين من جميع المستويات عند تطبيق سياسة التنويع على محافظهم، لذا استخدم نهج التحليل والأدوات التي اخترتها لتحديد فرص التداول واللحظات المثالية للدخول والخروج من التداولات. وتذكر يمكنك العثور على المؤشرات الفنية وغيرها من أدوات التحليل الأخرى على منصة التداول الخاصة بك.

نهاية، لابد من تطبيق إدارة المخاطر على جميع الصفقات؛ وذلك للحد من الخسارة وحماية رأس المال بشكل أكبر، ومن الجيد أن تعلم بأنه بإمكانك استخدام أدوات إدارة المخاطر الشائعة مثل أوامر وقف الخسارة وجني الأرباح مجاناً، كما ويمكنك إضافتها إلى صفقاتك عند فتح مركز أو إضافتها لاحقًا إلى المراكز المفتوحة، وإذا كانت هذه هي المرة الأولى لك، فنوصيك بتجربة استراتيجيتك على حساب تجريبي للتداول خال من المخاطر باستخدام أموال افتراضية.

Copied