البيتكوين تحت الضغط مع تراجع شهية المخاطرة

ضغوط البيع يقودها متداولو المدى القصير

أحد العوامل الرئيسية وراء هذا الهبوط كان موجة التصفية الكبيرة في سوق العقود بقيمة تجاوزت 584 مليون دولار، حيث أدت تصفية مراكز الشراء إلى سلسلة من عمليات البيع المتتالية، ما زاد من حدة التراجع. مثل هذه الأحداث غالبًا ما تؤدي إلى إعادة ضبط السوق، من خلال التخلص من الرافعة المالية الزائدة وتقليل التكدس في المراكز الصعودية. في الوقت نفسه، يتزايد حذر المستثمرين بسبب حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسة النقدية والأسواق العالمية. ومع توقع بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، أصبح المتداولون أقل استعدادًا لتحمل المخاطر العالية في أصول متقلبة مثل العملات الرقمية. كما أن البيتكوين بات يتحرك بشكل متزايد بالتوازي مع الأصول عالية المخاطر مثل أسهم التكنولوجيا، ما يعني أن ضعف أسواق الأسهم انعكس مباشرة على سوق العملات الرقمية. ورغم هذا الضعف قصير الأجل، لا تشير الصورة العامة إلى حالة ذعر أو انهيار في الثقة. فحاملو البيتكوين على المدى الطويل لم يُظهروا علامات بيع جماعي، كما تشير بيانات السلسلة (On-chain) إلى عمليات تجميع خلال الانخفاضات بدلًا من الاستسلام الكامل. وهذا يعزز فكرة أن ضغط البيع الحالي تقوده فئة المتداولين على المدى القصير أكثر من المستثمرين طويلَي الأجل.

المصدر: Coinglass

النظرة الفنية

من الناحية الفنية، يبدو أن البيتكوين قد أكمل حركة صعودية مكونة من خمس موجات، ما يشير إلى أن الاتجاه العام خلال الدورة السابقة كان صاعدًا بشكل واضح، مدعومًا بتوسع السيولة وزيادة المشاركة من المستثمرين الأفراد والمؤسسات. بعد اكتمال الموجة الخامسة، دخل السعر في مرحلة تصحيح أوسع، وهو سلوك طبيعي في دورات السوق ولا يعني بالضرورة انعكاس الاتجاه. التراجع الأخير أعاد السعر إلى منطقة دعم مهمة قرب خط اتجاه صاعد ومستوى أفقي رئيسي حول 86,000 دولار. هذه المنطقة تُعد محورية من الناحية الفنية لأنها تمثل دعمًا سابقًا وحدًّا سفليًا للقناة الصاعدة الأكبر. في حال كسر القيعان الشهرية الأخيرة، تشير السلوكيات الفنية السابقة إلى احتمال امتداد الهبوط نحو منطقة 72,000 دولار. في المقابل، فإن العودة للتداول فوق مستوى 108,000 دولار قد تعكس استعادة الزخم الصعودي ضمن الاتجاه العام.

المصدر: Trading View

تراجع ضغط البيع

منذ 22 نوفمبر، تظهر بيانات تدفقات البيتكوين إلى ومن منصات التداول أن التدفقات الخارجة تفوقت باستمرار على التدفقات الداخلة. وهذا يعني أن كميات أكبر من البيتكوين يتم سحبها من المنصات إلى محافظ خاصة، وهو سلوك غالبًا ما يعكس نية الاحتفاظ على المدى الأطول بدل البيع السريع. الأهم من ذلك، أنه منذ 7 ديسمبر لم تُسجَّل أي طفرات كبيرة في التدفقات الداخلة. غياب هذه الارتفاعات يشير إلى عدم وجود اندفاع واسع للبيع، رغم التقلبات الأخيرة وعمليات التصفية. ويبدو أن السوق في مرحلة هضم للرافعة المالية السابقة وإعادة تمركز للمراكز، أكثر من كونه في مرحلة توزيع أو خروج جماعي. هذه المعطيات تدعم فكرة أن ضغط البيع بات أكثر توازنًا، وأن السوق يمر بمرحلة تهدئة وبناء مراكز بدلًا من انهيار شامل.

المصدر: Coinglass