الدعم
تراجع جماعي في سوق العملات الرقمية مع هبوط بيتكوين دون 111 ألف دولار وتراجع تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة
شهدت أسواق العملات الرقمية تراجعاً واسعاً يوم الخميس، مع انخفاض القيمة السوقية الإجمالية بنسبة 1.4% إلى 3.88 تريليون دولار. تراجعت معظم العملات الكبرى، في ظل فتور الطلب المؤسسي وتجدد الضغوط الماكرو اقتصادية. انخفضت بيتكوين بنسبة 2.2% لتسجّل 110,774 دولاراً، في حين هبطت إيثيريوم بنسبة 4.4% إلى 3,993 دولاراً. وجاء التراجع متزامناً مع ضعف تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، وحدث ضخم لتصفية مراكز العقود الآجلة، بالإضافة إلى تحرك مفاجئ لمحفظة قديمة نقلت 2000 بيتكوين بعد سنوات من السكون، ما زاد من حذر
القيمة السوقية الإجمالية تهبط 1.4% إلى 3.88 تريليون دولار، وحجم التداول يبلغ 194 مليار دولار.
بيتكوين تتراجع 2.2% إلى 110,774 دولاراً، وإيثيريوم تهبط 4.4% إلى 3,993 دولاراً.
93 من أصل 100 عملة كبرى تسجّل انخفاضات، بقيادة سولانا وXRP.
صناديق بيتكوين المتداولة تسجّل تدفقات خارجة بقيمة 94 مليون دولار، في إشارة إلى ضعف الطلب المؤسسي.
موجة بيع تضرب معظم العملات الكبرى
شهدت جلسة الخميس ضعفاً واسعاً عبر الأصول الرقمية. من بين أكبر 100 عملة، تراجعت 93، بينما هبطت 9 من أصل 10 عملات رئيسية.
تراجعت بيتكوين بنسبة 2.2% إلى 110,774 دولاراً، في حين هبطت إيثيريوم 4.4% لتقترب من حاجز 4,000 دولار. كانت سولانا الأكثر تضرراً بين العملات الكبرى، حيث تراجعت 6.8% إلى 192 دولاراً، تلتها XRP التي فقدت 5.5% لتستقر عند 2.39 دولار.
الاستثناء الوحيد كان عملة Tron التي ارتفعت 0.4% إلى 0.3216 دولار. أما في فئة العملات المتوسطة، فتصدّرت Bittensor الخسائر بهبوط 14.2%، فيما سجّلت Aster وStory خسائر مزدوجة الرقم.
بيتكوين تكسر منطقة دعم رئيسية
الهبوط الأخير دفع بيتكوين إلى ما دون نطاق الدعم الحاسم بين 117,000 و114,000 دولار، وهي منطقة مثّلت أساس تكاليف الشراء لكبار المستثمرين خلال الشهرين الماضيين.
هذا الكسر وضع أكثر من 5% من المعروض الكلي—معظمهم من الداخلين المتأخرين—في خسائر غير محققة.
إن الصعود إلى 126,000 دولار انقلب بسبب الضغوط الماكرو وأحد أكبر أحداث تقليص الرافعة المالية في تاريخ العقود الآجلة”، مشيرة إلى موجة تصفيات بلغت 19 مليار دولار عبر المشتقات، على خلفية تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وأضافت أن السوق قد تتعرض لمزيد من التراجع نحو الحد الأدنى للنطاق 108,400–117,100 دولار إذا لم يظهر محفز جديد يرفع الأسعار فوق 117,100 دولار.
في وقت كتابة التقرير، كانت بيتكوين تتحرك قرب 111,120 دولاراً بعد أن لامست أدنى مستوى يومي عند 110,392 دولاراً. وتشير المستويات الفنية إلى مقاومة عند 114,600 دولار، مع احتمالات ارتداد نحو 117,600 دولار، بينما قد يؤدي الكسر دون 109,500 دولار إلى فتح الطريق نحو 100,000 دولار أو أقل في حال تراجع الزخم. انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية بنسبة 1.4٪ إلى 3.88 تريليون دولار؛ وحجم التداول عند 194 مليار دولار.
إيثيريوم تحت الضغط… والمعدّنون يتراكمون
اتبعت إيثيريوم الاتجاه الهابط العام، متراجعة 4.4% إلى 3,993 دولاراً. وكانت العملة قد استقرت لعدة أشهر ضمن نطاق 3,900–4,700 دولار، لكن تراجع الخميس رفع احتمالات الهبوط إلى 3,700 ثم 3,550 دولاراً إذا استمر الضغط البيعي.
ورغم التراجع، فإن عمليات التراكم المؤسسية مستمرة. فقد أعلنت شركة BitMine Immersion Technologies، إحدى أكبر حائزي إيثيريوم، عن شراء 104,336 وحدة إضافية بقيمة تقارب 417 مليون دولار، لترتفع حيازاتها الإجمالية إلى 3.03 مليون وحدة، بما يعادل 12.2 مليار دولار. الشركة تهدف إلى السيطرة على نحو 5% من المعروض المتداول، ما يعكس ثقة طويلة الأجل رغم تقلبات المدى القصير.
تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة تكشف ضعف الشهية المؤسسية
أبرزت تدفقات الصناديق المتداولة ضعف المزاج العام. فقد سجّلت صناديق بيتكوين الأميركية تدفقات خارجة بقيمة 94 مليون دولار يوم الأربعاء، مما محا مكاسب اليوم السابق. تصدّرت Grayscale عمليات السحب بـ 82.9 مليون دولار، تلتها Invesco بـ 11.1 مليون دولار. وبلغ إجمالي صافي التدفقات إلى صناديق بيتكوين 62.45 مليار دولار حتى الآن.
أما صناديق إيثيريوم فسجّلت تدفقات داخلة بقيمة 5.32 مليون دولار، مدفوعة أساساً بصناديق Bitwise وFidelity. لكن الحجم المحدود لهذه التدفقات يسلّط الضوء على تراجع اهتمام المؤسسات مع عودة التقلبات.
محفظة بيتكوين قديمة تستيقظ
أضافت التحركات على السلسلة طبقة إضافية من التوتر. فقد رصدت جهات تتبع البلوكتشين تحريك محفظة بيتكوين خاملة منذ فترة طويلة لـ 2000 وحدة (نحو 222 مليون دولار) إلى 51 عنواناً جديداً.
ورغم عدم تسجيل أي تحويلات إلى منصات تداول، أثارت هذه الخطوة تكهنات حول إعادة تموضع من قبل حاملي العملات القدامى استعداداً لتقلبات محتملة.
غالباً ما تتزامن مثل هذه التحركات مع تحولات في المزاج العام للسوق، خاصة في فترات الهبوط، وقد فُسرت على أنها إعادة توزيع استراتيجية أكثر من كونها عمليات بيع مباشرة.
تراجع المعنويات ودخول منطقة الخوف
انخفض مؤشر «الخوف والطمع» إلى أدنى مستوى له منذ أبريل، عائداً إلى منطقة “الخوف” مع تبني المتداولين موقفاً أكثر تحفظاً. يعكس هذا الانخفاض تصاعد الشكوك بعد أشهر من التقلب وضعف تدفقات الصناديق.
وصف المحللون الوضع الحالي بأنه “إعادة ضبط”، مشيرين إلى أن السوق ما زالت هشة بعد موجة تصفيات تاريخية وموجة تفاؤل مفرط في وقت سابق من العام.
وجاء في تقرير Glassnode: «رغم الاستقرار النسبي السريع، لا تزال السوق في مرحلة إعادة تموضع، وسيكون تجدد تدفقات الصناديق وتراكم الحيازات على السلسلة عاملين حاسمين لتأكيد تعافٍ مستدام».
ألم قصير الأمد… وفرص طويلة الأمد
حالياً، تجد سوق العملات الرقمية نفسها عالقة بين ضبابية الماكرو من جهة، والتفاؤل البنيوي على المدى الطويل من جهة أخرى. يعتمد المسار القريب على عودة تدفقات الصناديق، وتحسن الرؤية الاقتصادية، وقدرة بيتكوين على استعادة منطقة الدعم عند 117,000 دولار.
لكن وسط هذه التقلبات، يرى بعض المحللين فرصاً تتشكل. تاريخياً، غالباً ما شكّلت فترات الخوف الشديد مراحل تراكم تسبق دورات صعود طويلة. كل موجة صعود كبيرة بدأت عندما كان الشعور في أدنى مستوياته… والخوف في ذروته.
