الدعم
أسواق العملات الرقمية تهبط مع تصاعد مخاطر الإغلاق الحكومي الأمريكية وتصفية المراكز الممولة
شهدت العملات الرقمية تراجعاً واسعاً يوم الخميس مع ارتفاع احتمالات الإغلاق الحكومي في واشنطن، وتصفية المراكز الممولة بالرافعة المالية، إضافة إلى صعود الدولار الأميركي الذي أضعف شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر.
إيثريوم تهبط أكثر من 3% قرب 4,000 دولار، وبيتكوين دون 112 ألفاً، والعملات الكبرى تخسر 2.6%–3%.
توقعات إغلاق حكومي بأميركا ترتفع إلى 76% قبل نهاية العام و63% بحلول الأول من أكتوبر.
البيت الأبيض يوجّه الوكالات للتحضير لخطط الطوارئ مع تأخر إقرار الميزانية.
تصفية مراكز ممولة بنحو 1.65 مليار دولار فاقمت الخسائر.
قوة الدولار ونبرة الفيدرالي الحذرة تضاف إلى موسمية سبتمبر السلبية.
ضغوط متزامنة: بيع واسع النطاق
الهبوط شمل معظم العملات الكبرى خلال جلسة آسيا، حيث تراجعت إيثريوم بأكثر من 3% لاختبار مستوى 4,000 دولار، بينما انخفض بيتكوين أكثر من 1% إلى ما دون 112,000 دولار. وخسرت سولانا، ريبل، ودوجكوين قرابة 3%، مع اقتراب سولانا من كسر مستوى 200 دولار الحساس للمضاربين.
تصاعد مخاطر الإغلاق الحكومي
أسواق التوقعات رفعت احتمالات الإغلاق إلى مستويات قياسية. حيث سجّل موقع Polymarket توقعات بنسبة 76% لوقوع الإغلاق قبل نهاية العام، و63% بحلول 1 أكتوبر. بالتوازي، وجّه مكتب الإدارة والميزانية الأميركي الوكالات لإعداد خطط خفض الموظفين وإجازات إجبارية إذا فشل الكونغرس في تمرير التمويل، ما يجعل الحاجة إلى قرار مؤقت أمراً ملحّاً لتفادي الشلل الحكومي.
التصفية والرافعة المالية تضاعف الخسائر
إلى جانب العوامل السياسية، لعبت البنية السوقية دوراً أساسياً. فقد جرى تصفية مراكز شراء بالرافعة بنحو 1.65 مليار دولار، ما حوّل محاولات الشراء عند التراجعات إلى موجات بيع قسرية. وزاد صعود الدولار من تضييق الأوضاع المالية، ليعيد توجيه التدفقات نحو الملاذات الآمنة.
الفيدرالي: خفض حذر ورسائل متوازنة
على صعيد السياسة النقدية، ما زالت إشارات الاحتياطي الفيدرالي محوراً للأسواق. البنك خفّض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 17 سبتمبر، وأبقى الباب مفتوحاً لمزيد من الخفض هذا العام، لكن جيروم باول شدّد على تبعية القرار للبيانات. عضو الفيدرالي ماري دالي أكدت دعمها لمزيد من الخفض دون تحديد جدول زمني، فيما يترقب المستثمرون سبعة خطابات لمسؤولي الفيدرالي اليوم وغداً إلى جانب بيانات مؤشر الإنفاق الاستهلاكي (PCE) يوم الجمعة.
موسم سبتمبر: ضغط تقني متجدد
تاريخياً، يُعد سبتمبر شهراً سلبياً لأسواق العملات الرقمية، ويؤكد التحليل الفني هذا الاتجاه حالياً. إعادة اختبار إيثريوم لمستوى 4,000 دولار وضغوط سولانا قرب 200 دولار تجعلان الرسوم البيانية عرضة لموجات بيع جديدة إن جاءت البيانات مخيبة. لكن بعض المكاتب مثل QCP Capital تشير إلى أن أي تباطؤ إضافي في التضخم قد يعيد فتح الباب لمزيد من التيسير النقدي، ما يحسن السيولة في الربع الرابع.
ما الذي يجب مراقبته؟
- التطورات السياسية: مسار المفاوضات حول تمويل الحكومة الأميركية.
- بيانات التضخم (PCE): أي قراءة أضعف من المتوقع ستعزز رهانات الخفض وتدعم الأصول عالية المخاطر.
- الدولار: استمرار قوته سيضغط على الكريبتو، بينما تراجعه يخفف الضغوط.
- مؤشرات المشتقات: معدلات التمويل والفائدة المفتوحة قد تحدد إذا كانت هناك موجة تصفية جديدة أو بداية استقرار.
جاء هبوط الخميس نتيجة التقاء عوامل كلية معقدة: مخاطر الإغلاق الحكومي، قوة الدولار، والتصفية القسرية للمراكز، وكلها تزامنت مع موسمية سبتمبر السلبية. الاتجاه قصير الأجل مرهون بمسار واشنطن وبيانات التضخم. وإذا جاءت الأرقام داعمة للتيسير وواصل الفيدرالي لهجته الحذرة، قد نشهد تحسناً في السيولة بالربع الرابع يمهّد لارتدادات سعرية. وحتى ذلك الحين، تبقى الأسواق شديدة الحساسية للأخبار العاجلة ولعوامل الرافعة المالية.
