الدعم
هل ينجو بتكوين أخيرًا من لعنة "سبتمبر الأحمر" في 2025؟
يدخل بتكوين شهر سبتمبر 2025 تحت ظلال سمعته التاريخية كأضعف أشهره أداءً. لكن هذه المرة، تختلف الظروف: تدفقات مؤسسية قوية، وضوح تنظيمي جديد، وبيئة ماكرو داعمة قد تجعل سبتمبر مختلفًا عن كل ما سبق.
بتكوين يتداول قرب دعم 106 ألف دولار مع إمكانية الصعود نحو 123-128 ألف دولار إذا تحوّل الزخم.
تدفقات صناديق الـETF وصلت إلى 29.4 مليار دولار منذ بداية العام، مؤكدة تبني المؤسسات للعملة رغم موجات خروج مؤقتة.
قانون Clarity يمنح وضوحًا قانونيًا طال انتظاره ويفتح الباب أمام مشاركة أوسع للمؤسسات.
توقعات خفض الفائدة الأميركية وتراجع عوائد السندات تعزز شهية المخاطرة في أسواق الكريبتو.
المؤسسات تعيد كتابة قصة سبتمبر
منذ أكثر من عقد، ارتبط سبتمبر بخسائر متكررة في سوق العملات الرقمية، حيث تكبد بتكوين متوسط تراجع بنحو 3.7% منذ 2013. لكن 2025 ليس عامًا عاديًا.
إقرار قانون Clarity في مجلس النواب (بانتظار موافقة مجلس الشيوخ) يمثل نقطة تحوّل مهمة؛ إذ صنّف الأصول الرقمية إلى ثلاث فئات واضحة: سلع، أوراق مالية، أو عملات مستقرة. هذا الحسم أنهى النزاع بين الـSEC والـCFTC ووفّر اليقين القانوني الذي طالبت به المؤسسات.
النتيجة: طفرة في خدمات الحفظ للعملات المستقرة، وتوسع في أنظمة التسويات عبر الحدود، واستعداد متزايد لدى الصناديق الكبرى لاعتبار بتكوين مكوّنًا مشروعًا ضمن المحافظ الاستثمارية.
صناديق الـ ETF تعكس هذا التحوّل؛ إذ ضخت تدفقات بلغت 29.4 مليار دولار خلال 2025 وحده، مع قيادة BlackRock عبر صندوقها IBIT. واليوم، تمثل هذه الصناديق نحو ربع حجم تداول بتكوين عالميًا، ما يجعلها مرتكز سيولة يقلل من تقلبات البيع المفاجئ التي كانت سمة الأسواق سابقًا.
الإشارات الفنية: ضغط قصير الأجل وصلابة هيكلية
تراجعت أسعار بتكوين من ذروة 109 ألف دولار في يوليو وقمة 124 ألف في أغسطس لاختبار منطقة 106 ألف دولار في أغسطس، مخترقة متوسطاتها المتحركة لـ50 و100 يوم. مؤشر القوة النسبية RSI هبط دون 30 (تشبع بيعي)، فيما أظهر MACD زخمًا هابطًا قصير الأجل.
لكن خلف هذا الضغط تكمن مرونة ملحوظة:
- بتكوين دافع عن دعم 106ألف أكثر من مرة دون كسر حاسم.
- أي ارتداد فوق 110ألف قد يفتح المجال نحو 123–128 ألف.
- على المدى الأطول، يضع المحللون نطاقات أعلى قد تصل إلى 145 - 180 ألف دولار إذا استمرت التدفقات المؤسسية.
- ميل المتوسط المتحرك لـ20 يومًا إلى الصعود وتراجع مؤشر التقلب ADX يعكسان مرحلة تجميع أكثر من انهيار.
رياح ماكرو وتنظيمية داعمة
- موسمية مختلفة: ضعف سبتمبر التقليدي كان نتيجة سيولة منخفضة وجني أرباح موسمي، لكن 2025 يأتي بديناميكيات جديدة.
- مرونة صناديق الـETF: رغم تسجيل تدفقات خارجة بقيمة 1.2 مليار دولار على مدى ستة أيام متتالية في أغسطس، فإن عودة قوية بتدفق 219 مليون دولار يوم 28 أغسطس أبرزت قوة الشراء المؤسسي عند الانخفاضات.
- تقدم تنظيمي: موافقة مجلس الشيوخ على قانون Clarity قد تفتح أبوابًا جديدة لرؤوس أموال ضخمة.
- خلفية ماكرو داعمة: توقعات خفض الفائدة الأميركية عززت شهية المخاطرة، فيما زادت حوارات الرسوم الجمركية على الذهب من جاذبية بتكوين كـ"ذهب رقمي".
هذه العوامل مجتمعة تقلل احتمالية هبوط فوضوي في سبتمبر، حتى لو شهدت الأسعار تصحيحات قصيرة الأجل.
كيف يتعامل المتداولون مع مفترق الطرق؟
- إدارة المخاطر: مستوى 110ألف هو نقطة محورية. كسره هبوطًا قد يفتح الطريق إلى 100 ألف، أما الارتداد فوقه فيؤكد فرص الصعود.
- الانضباط في جني الأرباح: البيع التدريجي عند مناطق المقاومة مع الاحتفاظ بجزء من المراكز تحسبًا لاستمرار الزخم.
- المنظور الطويل الأجل: التبني المؤسسي والوضوح التنظيمي يجعلان من التراجعات فرصًا للشراء لا مجرد إشارات خروج.
سبتمبر 2025 قد يكون اختبارًا حقيقيًا لنضج بتكوين. لعنة "سبتمبر الأحمر" التي لاحقته لعقد كامل قد تفقد سحرها في ظل صناديق ETF رسّخت السيولة، وقانون Clarity وفّر الوضوح، وظروف ماكرو داعمة تعزز الأصول عالية المخاطر.
هذا الشهر لم يعد منحدرًا، بل مفترق طرق. النجاح سيكون من نصيب المستثمرين القادرين على الموازنة بين الحذر قصير الأجل واليقين طويل الأجل — والإدراك أن عصر الانهيارات الموسمية المدفوعة بالأفراد يفسح المجال لمستقبل مؤسسي أكثر استقرارًا.
