توقعات العملات الرقمية للربع الثاني من عام 2025

تخرج سوق العملات الرقمية من ربع أول عاصف في عام 2025، تخللته تقلبات حادة في أسعار البيتكوين وتغيرات في المعنويات تحت تأثير السياسة والتطورات الاقتصادية. فقد سجلّت بيتكوين أعلى مستوى تاريخي لها بتجاوزها 109,000 دولار في 20 يناير، بالتزامن مع تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهامه رسميًا.

صعود بيتكوين بفعل زخم ترامب... ثم سقوطها مع تراجع الأسواق

تدفّق المستثمرون إلى السوق مدفوعين بتوقعات تنظيمية إيجابية وتبني مؤسسي واسع للعملات الرقمية. لكن حالة النشوة لم تدم طويلًا؛ ففي منتصف مارس، تراجعت بيتكوين إلى ما دون 80,000 دولار، أي بانخفاض يقارب 25% من ذروتها. جاء ذلك وسط تدهور واسع في شهية المخاطرة بالأسواق، حيث تعرضت الأسهم العالمية لضغوط، وزادت المخاوف من عودة السياسات الحمائية الأميركية مع الحديث عن رسوم جمركية جديدة.

هذا التراجع السريع أكد مرة أخرى أن بيتكوين أصبحت مؤشرًا مزدوجًا: رمزًا للتفاؤل الرقمي، وأداة تعكس شهية المستثمرين العالمية للمخاطرة.

بيتكوين تواجه رسوم ترامب الجمركية

مع تصاعد التوترات التجارية بعد إعلان ترامب عن رسوم جمركية واسعة، برز أداء بيتكوين كمحل اهتمام. فعلى عكس الأسهم التي تراجعت تحت الضغط، بقيت بيتكوين متماسكة نسبيًا، دون أن تظهر تقلبات حادة كالأسهم التكنولوجية، ودون أن تتحول إلى ملاذ آمن كالذهب أو الين.

ويبدو أن بيتكوين بدأت ترسم لنفسها هوية جديدة: أصل "ديناميكي المخاطر" – لا ينهار مع أسهم النمو، ولا يُعامل كأصل آمن تقليدي، لكنه يستفيد من موجات السيولة حين تُضخ في الأسواق.

وفي حال أدت الرسوم الجمركية إلى تقليص الطلب الأجنبي على سندات الخزانة الأميركية، فقد يضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى ضخ مزيد من السيولة، ما قد يضغط على الدولار ويفتح المجال أمام بيتكوين كأداة بديلة لحفظ القيمة في عالم اقتصادي يزداد اضطرابًا.

عملات الميم وسولانا تركب الموجة... ثم تتراجع

في بداية الربع الأول، أطلق ترامب أمرًا تنفيذيًا بإنشاء "احتياطي استراتيجي من العملات الرقمية"، ما أشعل موجة صعود شاملة في السوق. اقتربت بيتكوين من 95,000 دولار، وقفزت إيثيريوم بأكثر من 10%، فيما حققت عملات الميم مثل عملة ترامب ارتفاعات هائلة متجاوزة 70 دولارًا، ووصلت قيمتها السوقية إلى أكثر من 10 مليارات دولار. كما استفادت سولانا، التي تستضيف العديد من هذه العملات، وسجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 294 دولارًا.

لكن هذه المكاسب تلاشت مع نهاية الربع؛ فالتلميحات حول الرسوم الجمركية وتوقف خفض الفائدة أعادا أجواء الحذر. تراجعت بيتكوين إلى 80,000 دولار، وانخفضت إيثيريوم بنسبة 25%، وفقدت عملة ترامب معظم مكاسبها وهبطت إلى ما دون 20 دولارًا. لتذكر هذه الأحداث المستثمرين مجددًا بأن العوامل الاقتصادية الكلية ما تزال المحرك الأهم لسوق العملات الرقمية.

صعود XRP يخلق جدلًا حول إمكانية تفوقه... لكن الوقت لم يحن بعد

وسط الاضطرابات، برزت عملة XRP كأحد الفائزين الرئيسيين. فقد توصّلت شركة ريبل إلى تسوية مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في مارس، منهيةً بذلك سنوات من الغموض القانوني، دون أي اعتراف بالذنب، وهو ما جذب اهتمامًا مؤسسيًا واسعًا بالعملة.

في المقابل، ما زالت إيثيريوم تواجه غموضًا تنظيميًا، لا سيما بشأن خدمات الستيكينغ وتصنيفها كأوراق مالية. هذا التفاوت في الوضوح التنظيمي قد يؤثر على تدفقات رؤوس الأموال خلال الأشهر المقبلة.

وبالنظر إلى الدعم المؤسسي المتزايد والزخم القانوني، يرى بعض المحللين أن XRP قد تتفوق على إيثيريوم من حيث القيمة السوقية خلال هذا العام، لتصبح ثاني أكبر عملة رقمية في السوق.

مع دخول الربع الثاني، يبدو أن السوق تدخل مرحلة من التماسك وإعادة التقييم. الحماسة تتراجع، لكن التركيز يرتفع. التطورات التنظيمية، والظروف الاقتصادية العالمية، وتحركات ترامب التالية ستكون المحركات الرئيسية للمرحلة المقبلة.

وفي هذا السياق، تقترب XRP من مستوى دعم مهم عند 1.75 دولار، ويُعد الثبات فوق هذا المستوى ضروريًا لتكوين موجة ارتداد صاعدة. استقرار السعر هنا قد يشكل قاعدة لانطلاقة جديدة.

مستويات رئيسية ترسم مستقبل بيتكوين

المسار الصاعد لبيتكوين يعتمد على اختراق واضح لخط الاتجاه الهابط عند مستوى 87,500 دولار. في حال تحقق ذلك، قد نشهد إعادة اختبار لمستويات مقاومة مهمة عند 91,800، ثم 100,000، وربما 108,000 دولار.

أما في حال الكسر دون مستوى 78,000، فقد يتعرض السوق لتصحيح أعمق، حيث سيترقب المستثمرون مناطق دعم حرجة عند 69,000 ثم 60,000 دولار.