سباق الذهب العالمي.. لماذا تتجه البنوك المركزية إلى الذهب

تواصل أسعار الذهب العالمية ارتفاعاتها، بل وتسجل قمم قياسية جديدة كل يوم. هناك العديد من العوامل التي تؤثر وتدعم ارتفاع أسعار الذهب. ولكن يبقى العامل الأهم هو ارتفاع مشتريات البنوك المركزية من المعدن الأصفر. فالذهب في النهاية ما هو إلا سلعة تتأثر بعوامل الطلب والعرض.

فعندما نجد أن البنوك المركزية تستمر في زيادة احتياطتها من الذهب منذ بداية العام، فإن هذا يؤثر بشكل مباشر على معدلات الطلب، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية.

حيازات البنوك المركزية من الذهب تتجاوز سندات الخزانة الأمريكية

للمرة الأولى منذ عام 1996، تخطت حيازات البنوك المركزية من الذهب تتجاوز حيازات السندات الأمريكية. وفي آخر استطلاع رأي لمجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية تتوقع استمرار ارتفاع الذهب بشكل متواصل خلال 12 شهر المقبلين.

يمثل الذهب حاليًا ما يمصل 27% من إجمالي الاحتياطي للبنوك المركزية، فيما بلغت حصة السندات 4.5 تريليون دولار. وقامت المؤسسات السيادية أكثر من ألف طن سنويًا خلال الثلاثة أعوام الماضية، أي ضعف مستوط مشترياتها قبل 2022.

محاولة التحرر من الدولار الأمريكي

آخر الإحصائيات كشفت أن الدول القريبة جيوسياسيًا من الصين وروسيا شهدت زيادات ملحوظة في حصر الذهب من احتياطتها الأجنبية الرسمية منذ الربع الأخير من 2021.

هذا بخلاف أنه بعد تجميد احتياطات روسيا من النقد الأجنبي بعملات G7 بعد حربها مع أوكرانيا، اتجهت روسيا إلى شراء كميات ضخمة من الذهب، مما تسبب في ارتفاع الطلب العالمي.

توجهات الصين لشراء الذهب

تعتبر الصين واحدة من أكبر الدول التي اتجهت لشراء الذهب بكميات ضخمة الفترة الماضية. فواصل بنك الصين الشعبي للشهر الحادي عشر على التوالي، في إطار استراتيجية تنويع الاحتياطات بعيدًا عن الدولار الأمريكي. ومع استمرار تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة والصراع المستمر بين أكبر دولتين في العالم. من المتوقع الآن أن يكون هذا داعم رئيسي لارتفاع أسعارالذهب الفترة المقبلة.

توجهات البنوك المركزية للتحوط ضد التضخم

بعد ارتفاع التضخم لمستويات قياسية منذ جائحة كوفيد-19، اتجهت البنوك المركزية لشراء مستويات ضخمة من الذهب للتحوط ضد التضخم، في الوقت الذي كانت السندات الأمريكية تواجه بعض الضغوطات بسبب العجز المالي وارتفاع معدلات الفائدة.

البنوك المركزية تتجه للعودة ما قبل سبعينات القرن الماضي

قبل سبعينات القرن الماضي، كانت احتياطات البنوك المركزية من الذهب تصل إلى 75%. ولكن مع مرور الوقت، بدأت تلك النسبة تقل. الآن ومع التوجه العالمي الحالي، من المتوقع أن تعود تلك النسب لتلوح في الأفق من جديد. وهو ما يدعم استمرار الطلب على المعدن الأصفر وبالتالي ارتفاع سعره.