هل سيفقد الاقتصاد الأمريكي هيمنته على الاقتصاد العالمي؟
دور الدولار الأمريكي في الاقتصاد العالمي

أسباب قوة الدولار الأمريكي
مراحل تطور استخدام الدولار الأمريكي
ما هي الدولرة
محاولات الدول للتخلي عن هيمنة الدولار الأمريكي
لماذ يُعد الدولار الأمريكي أقوى عملة في العالم؟
على مدار عقود ومنذ اعتماد الدولار الأمريكي كعملة رسمية في أواخر القرن الثامن عشر، شهد تحولات جوهرية وسخت مكانته كأساس في النظام المالي والاقتصادي العالمي. ومع استقراره واعتباره بديل رسمي عن تحركات أسعار الذهب، نجح أن يصبح الخيار الأول لمعظم المعاملات التجارية على الصعيد العالمي، والعملة الاحتياطية الأولى في أغلب دول العالم.
تسلسل مراحل الدولار الأمريكي ليصبح العملة الأقوى في العالم
كان الدولار يعتمد على نظام ثنائي المعدن مع كل من الفضة والذهب في عام 1837، فكان يعادل 371.25 أونصة من الفضة أو 23.22 أونصة من الذهب. وفي عام 1900 أصبح الدولار مرتبطًا بالذهب فقط. لاحقًا في عام 1934، تم تحديد سعر الذهب عند 35 دولار للأونصة الواحدة.
استمر الوضع هكذا حتى تم فك الربط بين الدولار الأمريكي والذهب في عهد نيكسون، لتعرف تلك المرحلة بصدمة نيكسون في عام 1971. أي أن بعد الحرب العالمية الأولى، أصبح الدولار الأمريكي العملة الاحتياطي الأول متجاوزًا الجنيه الاسترليني من حيث الأهمية عقب اتفاقية بريتن وودز التي وقعت في الحرب العالمية الثانية.
توجه بعض دول العالم إلى الدولرة
منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى وتخلي دول العالم عن معيار الذهب في طباعة النقود، وبعد اتفاقية بريتن وودز، اتجهت بعض دول العالم بربط عملتها المحلية مقابل الدولار الأمريكي. وتم سماح تلك الدول في استخدام الدولار الأمريكي في العاملات المحلية.
ومنذ ذلك الحين، اضطرت بعض الدول التي تعاني من تقلبات اقتصادية وعدم استقرار إلى اللجوء للدولرة في محاولة لجذ الاستثمارات، ومنع التقلبات التي قد تعاني منها عملتها المحلية.
دور الدولار الأمريكي في الاقتصاد العالمي
تتربع الأسواق المالية الأمريكية على عرش أكثر الأسواق سيولة في العالم، حيث تتأثر كافة الأسواق المالية بأي تغيرات قد تحدث في السوق الأمريكي. بالإضافة إلى أنها تحتضن أكثر الشركات ذات القيمة السوقية في العالم. هذا بخلاف أن 88% من معاملات الصرف الأجنبي تتم بالدولار الأمريكي.
إزالة الدولرة:
تعني تراجع تأثير الدولار الأمريكي على اقتصادات الدول الأخرى، أو توجه دول العالم إلى تقليل الاعتماد عليها كاحتياطي نقدي.
بداية تراجع الدولار بعيدًأ عن عرش العملات العالمية
واحدة من أكثر المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد الأمريكي الآن هو ارتفاع الديون لمستويات غير مسبوقة. بلغت الديون في الولايات المتحدة 36 تريليون دولار في 2024، أي ما يعادل 34.6% من الأجمالي العالمي. بل ويتوقع صندوق النقد الدولي إلى ارتفاع الديون بما يتخطى 100% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
على الجانب الأخر، أصبح هناك إساءة واضحة في استخدام الولايات المتحدة قوة وأداء الدولار الأمريكي. فإذ أصبحت صارمة في عقوباتها الاقتصادية التي لا يمكن التنبؤ بها مع أي دول قد يكون هناك بينهم أي صراع سياسي.
مؤخرًأ بدأت بعض التكتلات في الظهور في محاولة للتخلص من هيمنة الدولار الأمريكي كان أبرزها مجموعة البريكس. تضم تلك المجموعة البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، وتحاول جاهدة ضم الكثير من الدول المنتجة للنفط والتخلي عن هيمنة الدولار الأمريكي في المعاملات التجارية.
هل من الممكن أن يتخلى الدولار الأمريكي عن هيمنته؟
حتى الآن لايزال الدولار الأمريكي هو العملة الأقوى في العالم، والمتربع على عرش المعاملات التجارية العالمية. وبالرغم من التحديات التي تواجه الدولار الأمريكي الآن ، إلا أنه لا يوجد منافس فعلي يأتي كبديل عن الدولار الأمريكي. فحتى اليورو الذي يتربع على عرش ثاني أقوى عملة عالمية من حيث المعاملات التجارية واحتياطي نقدي لدى البنوك المركزية، نجد أنه يعاني من تقلبات قوية.
هذا بخلاف المشاكل والصراعات التي تواجهها الاتحاد الأوروبي على مر العقود الماضية، ومخاوف الركود الاقتصادي والديون التي لاتزال تلاحق العديد من الدول الأوروبية.