انقسامات داخل الفيدرالي قد تدعم صعود الذهب
التوقعات بانقسام داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي تعزز رهانات السوق على خفض قريب في أسعار الفائدة، مما يمنح الذهب دفعة قوية، بينما تتجه الأنظار إلى قرارات البنوك المركزية القادمة وتطورات مفاوضات التجارة العالمية.

تزايد احتمالات الانقسام داخل الفيدرالي قد يعزز التوقعات بخفض الفائدة في سبتمبر، مما يدفع الذهب نحو مستويات تاريخية جديدة.
الذهب مرتفع بنسبة 27٪ منذ بداية العام، مدعومًا بمشتريات البنوك المركزية وتراجع الدولار.
محادثات التجارة بين واشنطن وبكين في ستوكهولم تنتهي دون اتفاق، مما يضع القرار النهائي بشأن التعرفة الجمركية في يد ترامب.
بنك كندا يتجه نحو تثبيت الفائدة مجددًا، لكن الأسواق لا تزال تترقب خفضًا محتملاً في سبتمبر.
انقسامات محتملة داخل الفيدرالي قد تمنح الذهب زخمًا صعوديًا
تشير التقديرات إلى أن اجتماع الفيدرالي في يوليو قد يكون نقطة تحوّل في السياسة النقدية—not من حيث القرار المتوقع بتثبيت الفائدة بين 4.25% و4.50%، بل من حيث احتمال ظهور انقسامات رسمية داخل لجنة السياسة النقدية. وتتركز التوقعات على حاكم البنك كريستوفر والر ونائبته ميشيل بومان، اللذين ألمحا إلى تفضيل خفض الفائدة في وقت أقرب من المتوقع.
في حال صوت أحدهما لصالح الخفض، فإن ذلك قد يُثبت التوقعات بإجراء خفض فعلي خلال اجتماع سبتمبر، ويفتح الباب أمام اعتبار اجتماعي الربع الرابع من العام الجاري تواريخ ممكنة لخفض الفائدة. هذا السيناريو يهيئ بيئة مثالية لصعود الذهب، خاصة في ظل ضعف الدولار وانخفاض عوائد السندات.
الذهب حقق بالفعل ارتفاعًا بنسبة 27٪ منذ بداية 2025، ويبدو في طريقه لاختبار القمة التاريخية التي سجلها في أبريل في حال خفض الفائدة بشكل أسرع مما كان متوقعاً. كما لا تزال مشتريات البنوك المركزية أحد العوامل الداعمة الأساسية للمعدن النفيس. وتُسلّط الأضواء الآن على المؤتمر الصحفي الذي سيعقده جيروم باول بعد القرار، حيث قد تلعب نبرته دورًا حاسمًا في تشكيل توقعات الأسواق خلال ما تبقى من العام.
بيانات الاقتصاد الأمريكي قد تغيّر اتجاه الدولار
ورغم أن قرار الفيدرالي قد يكون محسومًا، إلا أن البيانات الاقتصادية القادمة ستحمل تأثيرًا كبيرًا على ردة فعل السوق. حيث ستصدر بيانات التوظيف في القطاع الخاص (ADP)، يليها التقرير الأولي لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، والمتوقع أن يسجل نموًا سنويًا بمعدل 2.4% بعد انكماش مفاجئ بنسبة -0.5% في الربع الأول.
لكن هذا النمو يبدو مدفوعًا بعوامل فنية، نتيجة لانخفاض الواردات بعد موجة تخزين مرتبطة بالتعرفة الجمركية في بداية العام، مما يُضعف دلالته كمؤشر على قوة حقيقية في الاقتصاد المحلي. وبالتالي، حتى في حال جاءت البيانات قوية، قد لا تُغيّر موقف الفيدرالي الذي يزداد ميلاً نحو التيسير، وسط تصاعد حالة عدم اليقين العالمية.
تسعير العقود الآجلة حالياً يشير إلى احتمال بنسبة 65% لخفض الفائدة في سبتمبر، وقد ترتفع هذه النسبة إذا اعتمد باول نبرة أكثر حذرًا أو تساهلًا تجاه التضخم.
مفاوضات التجارة تتعثر والأنظار تتجه إلى قرار ترامب
عاد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين إلى الواجهة، بعد انتهاء مفاوضات ستوكهولم دون التوصل إلى اتفاق. وكانت الاجتماعات تهدف إلى تمديد الهدنة التجارية الحالية قبل انتهاء صلاحيتها في 12 أغسطس. ومع غياب أي اتفاق ملموس، أصبح القرار النهائي الآن بيد الرئيس دونالد ترامب.
وأكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أن ترامب وحده هو من يملك سلطة تمديد التهدئة، مشيرًا إلى احتمال عقد جولة جديدة من المفاوضات خلال 90 يومًا. ورغم إحراز تقدم في بعض الجوانب الفنية، مثل صادرات المعادن النادرة، لم يتم الاتفاق على إطار شامل حتى الآن.
وفي حال لم يتم التمديد، فإن الرسوم الجمركية قد تعود إلى مستوياتها المرتفعة السابقة، وهو ما قد يشعل مجددًا المخاوف التجارية العالمية ويزيد من تقلبات أسواق الأسهم والعملات.
بنك كندا يتجه للتثبيت لكن خفض الفائدة لا يزال مطروحًا
من المتوقع أن يُبقي بنك كندا على سعر الفائدة الأساسي عند 2.75%، للمرة الثالثة على التوالي، مدفوعًا بتحسن طفيف في سوق العمل مع تراجع معدل البطالة إلى 6.9% في يونيو. رغم ذلك، لا تزال ضغوط التضخم الأساسي قائمة، حيث استقر مؤشر الأسعار الأساسي عند 2.6%، وهو ما يُبقي البنك بعيدًا عن منطقة الراحة.
مع استقرار السياسة النقدية عند مستوى محايد، يبدو أن البنك يتبنّى نهج الانتظار والترقب، خصوصًا في ظل عدم وضوح اتجاه التضخم وتداعيات التعرفات الجمركية. لكن الأسواق لا تزال تسعّر احتمالات الخفض بقوة، حيث تُظهر استطلاعات رويترز أن ثلثي الاقتصاديين يتوقعون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، يتبعه خفض آخر بحلول نهاية العام.
وفي حال تحقق ذلك، فإن معدل الفائدة قد يصل إلى 2.25%، بما يتماشى مع تراجع الطلب المحلي وامتداد الضغوط الانكماشية.