الصين تُعلّق استلام طائرات بوينغ وسط تصعيد جديد في الحرب التجارية مع الولايات المتحدة

أمرت الحكومة الصينية شركات الطيران المحلية بتعليق استلام طائرات بوينغ ووقف شراء معدات الطيران الأميركية، في تصعيد لافت للنزاع التجاري المتزايد مع واشنطن. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من تبادل فرض رسوم جمركية ضخمة بين البلدين، حيث رفعت الولايات المتحدة الرسوم على البضائع الصينية إلى 145%، وردّت الصين بفرض رسوم نسبتها 125% على الواردات الأميركية.

بواسطة Ahmed Azzam | @3zzamous | 15 إبريل 2025

Copied
Market close
  • الصين تُوقف استلام طائرات بوينغ ضمن تصعيد التوترات التجارية مع واشنطن.

  • بكين تُقيّد تصدير معادن نادرة استراتيجية مما يهدد سلاسل الإمداد العالمية.

تعليق الصين لصفقات بوينغ: رسالة اقتصادية واضحة

في تطور يعكس التوتر المتصاعد بين أكبر اقتصادين في العالم، أصدرت بكين تعليمات رسمية لشركات الطيران الصينية بوقف تسلّم طائرات بوينغ الجديدة، وكذلك التوقف عن شراء أي معدات طيران أميركية حتى إشعار آخر. هذه الخطوة تُعدّ ضربة مباشرة لشركة بوينغ، أحد أكبر المصدرين في الولايات المتحدة، وتعكس عمق الأزمة التجارية بين الجانبين.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة جاءت كرد فعل واضح على قرار واشنطن الأخير برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى مستوى 145%، في إطار تصعيد متواصل يُهدد الاستقرار التجاري العالمي.

قيود على تصدير المعادن النادرة: سلاح الصين الاستراتيجي

ولم تكتفِ بكين باستهداف قطاع الطيران، بل أعلنت أيضًا عن فرض قيود جديدة على تصدير سبعة أنواع من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات عالية التقنية، والتي تُعدّ مكونات حيوية في صناعات التكنولوجيا والدفاع والسيارات الكهربائية.

ونظرًا لهيمنة الصين على سوق هذه المواد عالميًا، فإن هذه الخطوة قد تُحدث ارتباكًا كبيرًا في سلاسل الإمداد، خصوصًا للشركات الأميركية التي تعتمد على هذه الموارد في عمليات التصنيع المتقدمة.

أسعار النفط تهبط وسط ضبابية الطلب العالمي

في سياقٍ موازٍ، تراجعت أسعار عقود خام غرب تكساس الوسيط (WTI) لتقترب من مستوى 61 دولارًا للبرميل، مع تزايد القلق في الأسواق من ضعف الطلب العالمي وتزايد الضغوط على جانب العرض.

الوكالة الدولية للطاقة (IEA) خفّضت بشكل حاد توقعاتها للطلب على النفط في عام 2025، محذّرة من احتمال استمرار الفائض العالمي حتى عام 2026. كما انضمت منظّمة أوبك ووكالة معلومات الطاقة الأميركية إلى هذا الاتجاه بخفض توقعاتهما، في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وتزايد التوترات التجارية، وتراجع استهلاك الوقود.

المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي، خاصة بين الولايات المتحدة والصين — أكبر مستهلكَين للطاقة في العالم — أضافت إلى حالة التشاؤم في الأسواق.

وعلى الرغم من أن تعليق بعض الرسوم الجمركية على واردات الإلكترونيات قد أعطى الأسواق جرعة مؤقتة من التفاؤل، فإن ثقة المستثمرين لا تزال هشّة. وزاد من التوتر أيضًا إعلان تحالف أوبك+ عن تسريع وتيرة زيادة الإنتاج، في حين قد تُسهم محادثات الملف النووي بين واشنطن وطهران في عودة المزيد من النفط الإيراني إلى السوق، ما يعزز الضغوط النزولية على الأسعار.

Copied