انتعاش اقتصادي غير مكتمل في الصين يحفز الدعوات لاتخاذ إجراءات تحفيزية
توسع الاقتصاد الصيني بنسبة 5.2% على أساس سنوي في الربع الرابع من عام 2023، وهو أسرع من نمو بنسبة 4.9% في الربع الثالث ولكن أقل من توقعات السوق البالغة 5.3%.
الناتج المحلي الإجمالي الصيني يحقق هدف 2023، لكن تحديات الانكماش والعقارات لا تزال قائمة
يتحول التركيز إلى كيفية قيام صناع السياسات بتكثيف الدعم في عام 2024
وفي الربع الأخير من عام 2023، أظهر الاقتصاد الصيني مرونة حيث توسع بنسبة 5.2% على أساس سنوي، متجاوزًا النمو البالغ 4.9% المسجل في الربع الثالث.فقد جاء هذا الرقم أقل قليلاً من توقعات السوق، التي كانت تتوقع معدل نمو قدره 5.3%. وعلى الرغم من النهاية المتفائلة لهذا العام، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي للعام بأكمله بنسبة 5.2% يشير إلى أبطأ توسع منذ أكثر من ثلاثة عقود. ويعزى هذا الأداء الضعيف إلى أزمة العقارات الطويلة الأمد وضعف الإنفاق الاستهلاكي.
وتم تجاوز هدف الحكومة الصينية بحوالي 5.0%، مما يسلط الضوء على قدرة البلاد على مواجهة التحديات. بينما يواجه الاقتصاد رياحاً معاكسة، أبرزها تراجع سوق العقارات وتراجع الاستهلاك. وشهد شهر ديسمبر أكبر انخفاض في أسعار المنازل منذ ما يقرب من تسع سنوات، مصحوبًا بأرقام مبيعات التجزئة أقل من المتوقع. وأشار مقياس واسع لتغيرات الأسعار إلى أطول فترة من الانخفاضات الفصلية منذ أعقاب الأزمة المالية الآسيوية في عام 1999.
رسم إصدار البيانات يوم الأربعاء صورة دقيقة للمشهد الاقتصادي في الصين. وبينما تشير المؤشرات إلى استقرار الاستهلاك والخدمات، فإن التحديات المستمرة في قطاع العقارات تشكل انقساما للأسر والشركات والمستثمرين في عام 2024. ويبدو المنظور الكلي مرنًا، ولكن الكأس تبدو إما نصف ممتلئ أو نصف فارغ، اعتمادًا على وجهة نظر القارىء.
ويشهد مؤشر هانج سينج أكبر خسارة له على مدار يومين منذ أكتوبر 2022، مما يعكس مخاوف السوق. علاوة على ذلك، فإن العائدات على السندات الحكومية الصينية لعشر سنوات تقترب من أدنى مستوياتها منذ عقدين من الزمن، وهو ما يشير إلى حالة عدم اليقين الاقتصادي السائدة.
ولا تزال الضغوط الانكماشية قائمة، حيث كشفت البيانات الأخيرة عن انخفاض شهري ثالث على التوالي في الأسعار. وانخفض معامل انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.5% في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر. ويمثل هذا الربع الثالث على التوالي من انخفاض الأسعار، مما يؤكد الاتجاهات الانكماشية المستمرة.
ولا يزال الركود العقاري يشكل تهديدًا هائلًا، مما يؤثر على الاستثمار في الأعمال التجارية وخلق فرص العمل والإنفاق الاستهلاكي. ويؤكد الانخفاض الحاد في أسعار المساكن في ديسمبر/كانون الأول إلى جانب انخفاض الإنفاق على البناء بنسبة 7.8% على أساس سنوي على مدار العام بأكمله على خطورة التحديات. وانخفضت بدايات الإسكان الجديدة، وهو مقياس حاسم لثقة المطورين، بنسبة 20.9% مما يؤكد عمق المخاوف داخل قطاع العقارات.
وبينما تتطلع الصين نحو عام 2024، ستتم مراقبة الإعلان عن هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي في أوائل مارس عن كثب. وسيكون تحقيق التوازن الدقيق بين استقرار الاستهلاك ومعالجة التحديات العقارية أمرا حاسما للحفاظ على الزخم الاقتصادي في مواجهة حالات عدم اليقين.