الدولار يتراجع مجددًا وسط فوضى الرسوم الجمركية وتعثر المحادثات التجارية
واصل الدولار الأمريكي خسائره بعد تباين رسائل الرئيس ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي، في حين يستعد المستثمرون لأسبوع تهيمن عليه التطورات الجيوسياسية بدلًا من البيانات الاقتصادية.

ترامب يؤجل رفع الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي إلى 9 يوليو بناءً على طلب فون دير لاين، لكن الثقة في الأسواق تبقى هشة.
الذهب يتراجع دون 3340 دولارًا مع انحسار الطلب على الملاذات الآمنة وسط رسائل تجارية متباينة.
اليابان تكثف محادثاتها التجارية مع واشنطن، مع التركيز على التعاون في التصنيع الدفاعي وبناء السفن.
البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع تتراجع إلى المرتبة الثانية مع هيمنة السياسة على مشاعر السوق.
تأجيل مفاجئ يعمّق الحيرة في الأسواق
تعرض الدولار الأمريكي لضغوط جديدة يوم الاثنين، حيث واصل تراجعه بعد أن قرر الرئيس دونالد ترامب تأجيل رفع الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي إلى 9 يوليو، استجابةً لطلب مباشر من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وعلى الرغم من أن الخطوة خففت التوترات في البداية، إلا أن المتداولين لا يزالون متوجسين من الرسائل المتناقضة الصادرة عن ترامب، خاصةً بعد تصريحه قبل أيام بأنه "لن يكون هناك اتفاق" ودعوته لتطبيق الرسوم فورًا.
فون دير لاين أعربت عن تفاؤلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة استعداد الاتحاد الأوروبي "للمضي قدمًا بسرعة وبحزم". لكن الأسواق لم تشاركها هذا التفاؤل، إذ يرى المستثمرون أن مزاج ترامب المتقلب ونظام الرسوم المتبادلة — الذي يتضمن حاليًا رسمًا أساسيًا بنسبة 10% — ما زال يقيد شهية المخاطرة. التأجيل يمنح بعض الوقت الإضافي، لكنه لا يبدد القلق بشأن مسار العلاقات التجارية بين واشنطن وبروكسل.
الذهب يتراجع مع تراجع المخاوف... ولكن الحذر مستمر
تراجعت أسعار الذهب إلى ما دون 3340 دولارًا للأونصة مع بداية الأسبوع، بعد أن فقدت بعض المكاسب القوية التي سجلتها الأسبوع الماضي (نحو 5%). يأتي التراجع في ظل انخفاض الطلب على الأصول الآمنة بعد قرار ترامب تأجيل رفع الرسوم، لكن الخطر لم يتلاشَ كليًا: ففي يوم الجمعة، هدد ترامب بفرض رسوم بنسبة 25% على شركة آبل إذا لم تنقل إنتاج آيفون إلى داخل الولايات المتحدة.
قوة الذهب الأخيرة كانت مدفوعة بمخاوف الرسوم الجمركية والقلق المتزايد بشأن الوضع المالي الأمريكي. فمشروع قانون ترامب الشامل، الذي أقره مجلس النواب ويتجه إلى مجلس الشيوخ، من المتوقع أن يضيف نحو 3 تريليونات دولار إلى العجز على مدى العقد المقبل — مما يضغط على الدولار ويمنح الذهب دعمًا طويل الأجل.
اليابان تسعى إلى اتفاق استراتيجي مع واشنطن
وسط هذا المشهد التجاري المتغير، تتحرك اليابان لتسريع محادثاتها مع الولايات المتحدة. وأكد رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا الأحد أن طوكيو تهدف إلى إبرام اتفاق تجاري قبل قمة مجموعة السبع الشهر المقبل. تشمل المفاوضات الحالية إزالة الحواجز غير الجمركية وتعزيز التعاون في قطاع بناء السفن، مع احتمال التعاون في إصلاح السفن الحربية وتطوير كاسحات الجليد في القطب الشمالي — وهي مجالات تتفوق فيها اليابان تقنيًا.
مع ذلك، حافظ المفاوض الرئيسي ريُوسي أكازاوا على نبرة حذرة، مؤكدًا أن "لا شيء متفق عليه حتى يتم الاتفاق على كل شيء". ولم يُحدد بعد موعد الجولة المقبلة من المحادثات، التي من المتوقع أن تشمل جلسة مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت.
بداية أسبوع هادئة... والسياسة في الواجهة
مع إغلاق الأسواق الأمريكية والبريطانية بسبب العطلات، وخلو المفكرة الاقتصادية يوم الاثنين من الأحداث الكبرى، من المرجح أن يتحرك السوق هذا الأسبوع مدفوعًا بالعناوين السياسية وتدفقات السيولة بدلًا من مفاجآت البيانات.
لكن مع تقدم الأسبوع، من المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة، كما سيراقب المستثمرون عن كثب محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي، وبيانات مؤشر PCE للتضخم، بالإضافة إلى مؤشرات اقتصادية مهمة قد تؤثر على مسار السياسة النقدية.
بيانات اقتصادية أخرى على الرادار:
- مؤشر أسعار المستهلكين ومبيعات التجزئة في أستراليا
- الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول في كندا
- مؤشر أسعار المستهلكين في طوكيو - اليابان
- طلبيات السلع المعمرة وثقة المستهلك في الولايات المتحدة
ورغم أهمية هذه الأرقام، فإن التطورات التجارية ستبقى هي العامل الحاسم في توجيه الأسواق هذا الأسبوع.