الدولار يحافظ على تفوقه مع تمسّك الفيدرالي بالحذر
واصل الدولار تفوقه هذا الأسبوع بدعم من بيانات نمو قوية في الاقتصاد الأميركي وتمسك جيروم باول بنبرة حذرة تجاه خفض الفائدة في سبتمبر، بينما خطف اتفاق تجاري شامل مع كوريا الجنوبية الأضواء وسط توقعات تضخم مرتفعة في اليابان.

نمو قوي في الناتج المحلي الأميركي وتراجع احتمالات خفض الفائدة يدعمان الدولار.
الذهب والأسهم في حالة ترقب لبيانات التضخم والوظائف الأميركية.
ترامب يوقع اتفاقًا تجاريًا مع كوريا الجنوبية يشمل خفض رسوم واستثمارات بقيمة 350 مليار دولار.
بنك اليابان يُبقي الفائدة ويرفع توقعاته للتضخم لعام 2025.
واشنطن تفرض رسومًا جديدة على الهند وسط تصاعد التوترات مع دول بريكس.
الدولار يتفوق مجددًا والفيدرالي يخفف من رهانات خفض الفائدة
واصل الدولار الأميركي صعوده مقابل العملات الرئيسية هذا الأسبوع، محافظًا على زخمه حتى بعد تراجع طفيف خلال جلسات آسيا. وجاء هذا الأداء القوي بعد صدور بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني والتي أظهرت توسع الاقتصاد الأميركي بنسبة 3% على أساس سنوي، متجاوزًا التوقعات البالغة 2.4%.

رئيس الفيدرالي جيروم باول أكد في مؤتمره الصحفي عقب القرار النقدي أن اللجنة لم تتخذ قرارًا بشأن خفض الفائدة في سبتمبر، ما اعتبره المستثمرون بمثابة مقاومة واضحة لدعوات التيسير. وعلى الرغم من تصويت عضوين (ميشيل بومان وكريستوفر والر) لصالح خفض الفائدة، فإن النبرة العامة كانت حذرة.
تراجع احتمال خفض الفائدة في سبتمبر إلى 43% فقط، انخفاضًا من 65% في اليوم السابق. وتتجه الأنظار الآن إلى تقرير التضخم المفضل لدى الفيدرالي (PCE) اليوم، وتقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة.
وأشار بيان السياسة إلى أن النمو لا يزال مستقرًا، وسوق العمل قوي، لكن التضخم لا يزال "مرتفعًا بعض الشيء". وقال باول: "الاقتصاد لا يتصرف كما لو أن السياسة النقدية المقيدة تكبحه بشكل مفرط".
ترامب يعلن اتفاقًا تجاريًا مع كوريا الجنوبية يشمل استثمارات أميركية ضخمة
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق تجاري شامل مع كوريا الجنوبية يتضمن خفض الرسوم الجمركية التي كان من المقرر فرضها على السلع الكورية إلى 15% بدلًا من 25%، بما في ذلك خفض رسوم السيارات إلى نفس النسبة.
وشمل الاتفاق أيضًا حزمة استثمارية ضخمة بقيمة 350 مليار دولار من كوريا الجنوبية في قطاعات التكنولوجيا والصناعات الأميركية، مثل أشباه الموصلات، والتكنولوجيا الحيوية، وبناء السفن. وادعى ترامب أن هذه الاستثمارات ستكون "مملوكة ومدارة" من قبل الولايات المتحدة وتحت إشرافه المباشر، في حين أشار وزير التجارة هوارد لوتنيك إلى أن 90% من أرباح هذه الاستثمارات ستعود للمصالح الأميركية.
في المقابل، وصف الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي-ميونغ الاتفاق بأنه شراكة استراتيجية تهدف لمساعدة الشركات الكورية على دخول القطاعات التكنولوجية الأميركية، مع تخصيص 150 مليار دولار منها لتعاون في بناء السفن.
الاتفاق جاء قبل أيام من الموعد النهائي لبدء تنفيذ الرسوم الجديدة في الأول من أغسطس، مما يعزز أهميته السياسية والاقتصادية.
الهند تحت الضغط: ترامب يفرض رسومًا جديدة وسط تصاعد التوتر مع دول بريكس
بينما نالت كوريا الجنوبية صفقة مخففة، تلقت الهند ضربة جديدة من واشنطن. حيث أعلن ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الهندية بدءًا من الجمعة، مبررًا القرار بوجود عوائق تجارية غير نقدية وشراء نيودلهي للنفط والأسلحة من روسيا.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن المحادثات لا تزال مستمرة، وقد يتم التوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع. ولكن الرسالة كانت واضحة: الدول المتحالفة مع بريكس ستواجه ضغوطًا متزايدة، بينما سيتم مكافأة الشركاء المتعاونين.
بنك اليابان يُبقي على الفائدة ويرفع توقعات التضخم لعام 2025
قرر بنك اليابان إبقاء سعر الفائدة دون تغيير عند 0.50%، مع الحفاظ على نبرته الحذرة وسط تزايد التحديات العالمية. ورفع البنك في تقريره الفصلي توقعاته للتضخم بشكل ملحوظ، حيث زاد توقعه لمؤشر الأسعار الأساسي لعام 2025 من 2.2% إلى 2.7%، ومؤشر الأسعار الأساسي المعدل (الذي يستثني الغذاء والطاقة) من 2.3% إلى 2.8%.

وجاءت هذه الزيادة نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فيما لا تزال التوقعات تشير إلى أن التضخم سيصل إلى مستوى الاستقرار المستهدف في النصف الثاني من الأفق التوقعي.
أما بالنسبة للنمو، فقد تم رفع توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 إلى 0.6%، بينما بقيت التوقعات لعامي 2026 و2027 عند 0.7% و1.0% على التوالي. البنك أشار إلى أن مخاطر النمو لا تزال مائلة للجانب السلبي، في حين أصبحت مخاطر الأسعار أكثر توازنًا.
نبرة باول ضغطت على الأسهم وتقلل من احتمالات التيسير
أغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية على تباين بعد قرار الفيدرالي تثبيت الفائدة، بالرغم من ارتفاعات ناسداك إلى مستويات تاريخية جرّاء موسم الأرباح الأفضل من المتوقع لشركات التكنولوجيا. ورغم التصويت المنفصل من بومان ووالر لصالح خفض الفائدة، إلا أن نبرة باول خيّبت آمال الأسواق.
أوضح باول أن الفيدرالي لن يتخذ قرارًا في سبتمبر إلا بعد مراجعة بيانات جديدة، مضيفًا أن الاقتصاد الأميركي لا يزال قويًا رغم التحديات، وأن التضخم السنوي بلغ 2.7% في يونيو.
الاقتصاديون منقسمون الآن حول فرص خفض الفائدة في سبتمبر، لكن أغلب التقديرات ما زالت تتوقع خطوة واحدة على الأقل قبل نهاية العام. غير أن تصريحات باول بشأن مخاطر التضخم الناتجة عن الرسوم والتماسك الاقتصادي رفعت عتبة اتخاذ القرار.