تصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين يهز الأسواق العالمية

الصين ترد برفع الرسوم الجمركية

في رد مباشر على قرار الولايات المتحدة برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 104%، أعلنت الصين عن زيادة رسومها الانتقامية على السلع الأمريكية من 34% إلى 84%، اعتبارًا من 10 أبريل 2025. وأكدت وزارة التجارة الصينية أن هذا الإجراء يأتي ردًا على التصعيد الأمريكي الأحادي الجانب، مشيرةً إلى استعداد بكين «للقتال حتى النهاية» ما لم تدخل واشنطن في مفاوضات قائمة على المساواة والاحترام المتبادل.

الأسواق العالمية تتفاعل سلبًا

أدى تصاعد التوترات التجارية إلى انخفاضات حادة في الأسواق المالية العالمية. أشارت العقود الآجلة الأمريكية إلى خسائر كبيرة مرتقبة، مع تراجع العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بنسبة 2.2%، وعقود مؤشر S&P 500 بنسبة 2.1%، وناسداك 100 بنسبة 1.9%. وشهدت الأسواق الأوروبية والآسيوية أيضًا انخفاضات حادة، مما يعكس مخاوف المستثمرين بشأن التأثير المحتمل للحرب التجارية على النمو الاقتصادي العالمي.

في ظل هذه الاضطرابات، لجأ المستثمرون إلى الأصول الآمنة، مما دفع أسعار الذهب للارتفاع بقوة نتيجة زيادة الطلب.

الآفاق الاقتصادية ومخاوف الركود

يحذر الاقتصاديون من احتمال حدوث ركود عالمي إذا استمرت الحرب التجارية في التصاعد. ومن المتوقع أن تؤدي الزيادات في الرسوم الجمركية إلى رفع أسعار السلع الاستهلاكية، وتعطيل سلاسل التوريد، وتراجع الاستثمار في قطاع الأعمال، وهي عوامل يمكن أن تسهم بشكل كبير في تباطؤ اقتصادي عالمي. وقد وصف وزير الخزانة الأمريكي الخطوة الصينية بأنها «مؤسفة»، محذرًا من آثار سلبية محتملة على الاقتصاد الصيني ذاته.

الردود الدولية والجهود الدبلوماسية

أبدى المجتمع الدولي قلقًا بالغًا إزاء تصاعد النزاع التجاري. في هذا السياق، قدمت الصين شكوى جديدة ضد الولايات المتحدة لدى منظمة التجارة العالمية، وفرضت مزيدًا من القيود على الشركات الأمريكية، بما في ذلك إدراج 11 شركة أمريكية على قائمة «الكيانات غير الموثوقة»، ما يحد من وصولها إلى السلع الصينية مزدوجة الاستخدام (المدنية والعسكرية).

ومع استمرار تطورات الأزمة، يراقب المستثمرون وصناع القرار عن كثب أي تصعيدات إضافية محتملة وتداعياتها على استقرار الاقتصاد العالمي.

محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي اليوم

سيصدر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اليوم محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة (FOMC) لشهر مارس. ورغم أن المحضر يعكس أحداثًا سابقة، فمن المتوقع أن يبرز بشكل واضح مصطلحات «عدم اليقين»، ليعكس النبرة الحذرة التي تحدث بها رئيس الفيدرالي جيروم باول في مؤتمره الصحفي عقب الاجتماع، مع التحذير بشأن آفاق الاقتصاد الأمريكي، وهو ما أكدته تصريحاته يوم الجمعة الماضي. تشير الأسواق إلى وجود احتمالية 50/50 لخفض أسعار الفائدة في مايو المقبل، لكن قد يكون هذا التقدير قائمًا فقط على أمل المستثمرين في قرب تدخل الفيدرالي (Fed put)، رغم أن هذا الأمر ما زال غير مؤكد.