أسبوع حافل ينتظر الأسواق: بيانات التوظيف الأمريكية وتضخم منطقة اليورو تحت المجهر
بدأت أسواق الفوركس الأسبوع بحركة محدودة وتقلبات ضعيفة، وسط أداء متباين لأسواق الأسهم الآسيوية. لكن الأنظار تتجه الآن نحو تطورات المشهد التجاري العالمي وصدور بيانات التوظيف الأمريكية وأرقام التضخم في منطقة اليورو، والتي ستحدد ملامح توجهات السياسة النقدية القادمة.

الدولار الكندي يقلص خسائره بعد تراجع أوتاوا عن ضريبة الخدمات الرقمية لتجنب رد أمريكي.
الدولار الأمريكي تحت الضغط مع تصاعد أصوات الحمائم داخل الفيدرالي؛ الين الياباني يستفيد من تدفقات الملاذ الآمن.
بريطانيا تفعل اتفاقًا تجاريًا جزئيًا مع الولايات المتحدة يشمل تخفيض الرسوم على السيارات وقطع غيار الطائرات.
الأنظار تتجه إلى بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية وقراءات ISM وتضخم منطقة اليورو كمحركات رئيسية للسوق هذا الأسبوع.
ضعف الدولار مع تحولات في تدفقات العملات الكبرى
افتتح الدولار الأمريكي الأسبوع متراجعًا، ممتدًا في خسائره التي بدأها يوم الجمعة الماضي، مدفوعًا بمزيج من تراجع المخاطر الجيوسياسية وتزايد التوقعات بتحول السياسة النقدية نحو التيسير لاحقًا هذا العام.
مؤشر الدولار انخفض في التعاملات الآسيوية المبكرة، مع أداء أضعف أمام معظم عملات مجموعة العشر.
الين الياباني تصدر قائمة الرابحين مستفيدًا من استمرار الطلب على الملاذات الآمنة في ظل التوترات الأخيرة بالشرق الأوسط.
أما الدولار الكندي فقد تمكن من تعويض جزء من خسائره الحادة نهاية الأسبوع، بعدما أعلنت الحكومة الكندية عن إلغاء ضريبة الخدمات الرقمية المثيرة للجدل.
وفي المقابل، سجلت عملات السلع مثل النيوزيلندي والأسترالي مكاسب معتدلة مدعومة بتحسن شهية المخاطرة.
كندا تتراجع عن الضريبة الرقمية لتجنب حرب تجارية مع واشنطن
في تحول سياسي لافت، أعلنت كندا عن إلغاء الضريبة الرقمية التي كانت تعتزم فرضها على شركات التكنولوجيا الأمريكية، وذلك قبل أيام فقط من موعد دخولها حيز التنفيذ.
القرار جاء بعد تحذيرات حادة من واشنطن، حيث هدد الرئيس ترامب بتعليق كافة المحادثات التجارية مع كندا وفرض رسوم انتقامية.
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني وصف الخطوة بأنها "تنازل استراتيجي" يهدف إلى الحفاظ على الموعد النهائي لمفاوضات يوليو المقبل بشأن اتفاق اقتصادي وأمني أوسع.
بدوره، أكد وزير المالية فرانسوا فيليب شامبين أن الأهم هو "إبقاء قنوات الحوار مفتوحة".
ورغم تعافي الدولار الكندي، إلا أن المحللين حذروا من أن المعنويات لا تزال هشة مع اقتراب المهلة النهائية للرسوم الجمركية الأمريكية في يوليو.
بريطانيا تفعل اتفاقًا تجاريًا جزئيًا مع أمريكا… والقضايا الشائكة مستمرة
استقر الجنيه الإسترليني بالقرب من مستوى 1.37 دولار بعد تأكيد الحكومة البريطانية دخول اتفاق تجاري جزئي مع الولايات المتحدة حيز التنفيذ.
الاتفاق يشمل خفض الرسوم على صادرات السيارات البريطانية وإلغاء التعريفات الجمركية على قطع غيار الطائرات، مما يوفر بعض الدعم للمصدرين البريطانيين.
ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات كبيرة حول ملف الصلب والألمنيوم. وأكد مسؤولون بريطانيون استمرار مساعيهم للتفاوض على إلغاء الرسوم بالكامل على منتجات الصلب الرئيسية ضمن الإطار الجديد.
ومع تصاعد وتيرة المفاوضات التجارية بين واشنطن وبروكسل، تسعى لندن جاهدة للحصول على شروط أفضل قبل انتهاء فترة التهدئة التجارية الشهر المقبل.
سوق العمل الأمريكي وبيانات ISM في بؤرة الاهتمام
من المنتظر أن يكون تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية (NFP) لشهر يونيو هو الحدث الأبرز للأسواق هذا الأسبوع.
تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول وأعضاء آخرين أكدت أن خفض الفائدة في يوليو مستبعد تمامًا، إلا في حالة حدوث تدهور حاد في بيانات سوق العمل.
التوقعات تشير إلى استمرار نمو الوظائف لكن بوتيرة أبطأ. وإذا جاءت القراءة أقل بكثير من التقديرات، فقد تعزز رهانات خفض الفائدة في سبتمبر.
حاليًا، تسعّر العقود الآجلة احتمال حدوث ثلاث خفضات للفائدة هذا العام بنسبة 56%.
إلى جانب بيانات التوظيف، ستركز الأسواق على مؤشرات ISM لقطاعي التصنيع والخدمات، مع اهتمام خاص بمكونات الأسعار والتوظيف.
هذه البيانات قد تقدم إشارات مبكرة عما إذا كانت المخاوف من التضخم المدفوع بالرسوم الجمركية بدأت تظهر في مسوح الشركات.
تضخم منطقة اليورو ومحضر اجتماع المركزي الأوروبي يحددان اتجاه اليورو
على الجانب الأوروبي، ستكون الأنظار موجهة نحو بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لشهر يونيو، إضافة إلى محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي.
ورغم استقرار اليورو مؤخرًا، إلا أن الأسواق منقسمة بشأن إمكانية إقدام المركزي الأوروبي على خفض إضافي للفائدة في سبتمبر.
تشير تسعيرات السوق إلى احتمال تنفيذ خفض إضافي واحد فقط، لكن الاستطلاعات تظهر غياب التوافق بين المشاركين في السوق.
محضر الاجتماع قد يوفر نظرة معمقة حول النقاشات الداخلية بشأن توقعات التضخم وما إذا كان صناع القرار يشعرون بالارتياح حيال التوقف مؤقتًا عن دورة التيسير. أي قراءة ضعيفة لمعدل التضخم قد تنعش التوقعات بمزيد من الخفض وتضغط على اليورو، بينما قد يدفع نبرة متشددة في المحضر الأسواق نحو تسعير تثبيت الفائدة.
نظرة على أبرز الأحداث الاقتصادية هذا الأسبوع:
- الثلاثاء: مسح تانكان الياباني، مؤشر مديري المشتريات الصناعي Caixin في الصين، التضخم الأولي لمنطقة اليورو، البطالة في ألمانيا، ISM التصنيعي في أمريكا.
- الأربعاء: مبيعات التجزئة في أستراليا، البطالة في منطقة اليورو، تقرير ADP للوظائف الأمريكية، مؤشر PMI التصنيعي الكندي.
- الخميس: محضر اجتماع المركزي الأوروبي، تقرير NFP الأمريكي، طلبات إعانة البطالة، ISM للخدمات، الميزان التجاري الأمريكي.
- الجمعة: مؤشر أسعار طوكيو CPI في اليابان، طلبيات المصانع الألمانية، مؤشر أسعار المنتجين PPI في منطقة اليورو، عطلة في الأسواق الأمريكية.