الرسوم الجمركية تشعل موجة هروب من المخاطر
الأسواق العالمية تهوي بعد إعلان ترامب عن رسوم جمركية شاملة، ما أشعل ردودًا انتقامية متبادلة وأجّج مخاوف الركود.

الأسهم الآسيوية تهوي والعقود الأميركية تتراجع مع تصاعد مخاوف الركود بعد فرض ترامب لرسوم استيراد شاملة.
الصين ترد بفرض رسوم بنسبة 34% على جميع السلع الأميركية، ما يعمّق التوترات التجارية ويزيد الضغط على الشركات الأميركية.
النفط يهبط، والذهب يتقلب، والدولار يضعف وسط تحوّل المستثمرين نحو الملاذات الآمنة في ظل اضطراب الأسواق.
تشهد الأسواق المالية العالمية اضطرابات حادة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، حيث قادت الأسهم الآسيوية موجة الهبوط. فقد تراجع مؤشر نيكاي 225 الياباني بنحو 9%، بينما خسر مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ أكثر من 8%. كما تشير العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلى خسائر كبيرة في افتتاح جلسة التداول، مع تصاعد القلق بين المستثمرين بشأن تصاعد التوترات التجارية.
وردًا على الرسوم الأميركية، فرضت الصين رسومًا جمركية بنسبة 34% على جميع السلع الأميركية، مستهدفة قطاعات متنوعة من الطيران إلى الزراعة. ومن المتوقع أن يكون لهذا الرد الانتقامي تأثير كبير على الشركات الأميركية التي تعتمد بشكل كبير على السوق الصينية.
ورغم تزايد الاضطراب في الأسواق، يظل الرئيس ترامب متمسكًا بموقفه، مشبّهًا الرسوم الجمركية بـ"الدواء الذي يُصلح الخلل"، ومؤكدًا على ضرورتها رغم ما تسببه من تقلبات مالية حادة.
تسببت الحرب التجارية المتصاعدة بقيادة ترامب في هبوط حاد بالأسواق المالية وسط مخاوف متنامية من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود. وبدأ سريان الضريبة الشاملة بنسبة 10% على الواردات، ومن المتوقع أن تدخل رسوم أكثر حدة على العديد من الدول حيّز التنفيذ في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وفي السياق ذاته، حذّر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من أن هذه الرسوم تزيد من مخاطر التضخم المرتفع وتباطؤ النمو الاقتصادي، ما يعكس التحديات التي تواجه صناع السياسات في المرحلة المقبلة.

النفط
شهدت أسعار النفط تراجعًا حادًا في سوق السلع الأساسية، حيث هبط سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل، في ظل المخاوف من تراجع الطلب العالمي بسبب الصراع التجاري المتصاعد.
الذهب
سجلت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة، حيث انخفضت في البداية إلى ما دون مستوى 3,000 دولار للأونصة، قبل أن تعود للارتفاع مع توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط حالة عدم الاستقرار في الأسواق.
الدولار الأميركي
ضعف الدولار الأميركي أمام العملات الرئيسية، إذ صعد اليورو والين الياباني مع تحوّل المستثمرين إلى العملات ذات التصنيف الآمن. ويعكس تراجع الدولار القلق المتزايد بشأن الأثر المحتمل للحرب التجارية على الاقتصاد الأميركي.
وفي ظل استمرار تطورات المشهد، يبقى المستثمرون في حالة ترقّب حذر، متابعين عن كثب أي إعلانات جديدة بشأن السياسات أو إجراءات انتقامية من الشركاء التجاريين المتضررين.