محادثات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين: ثلاثة سيناريوهات محتملة قبل انتهاء الهدنة
مع اقتراب موعد انتهاء هدنة الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين في 12 أغسطس، تستعد العاصمتان لأسبوع تفاوضي حاسم في ستوكهولم، في ظل ترقّب الأسواق لثلاثة سيناريوهات تتراوح بين إعادة إحياء لاتفاق "المرحلة الأولى" وحتى انهيار كامل في المحادثات قد يشعل الحرب التجارية مجددًا.
واشنطن وبكين تعقدان مفاوضات حاسمة هذا الأسبوع في ستوكهولم لتمديد الهدنة الجمركية قبل 12 أغسطس.
ثلاثة سيناريوهات مطروحة: اتفاق "تمديد المرحلة الأولى"، أو صفقة "مرحلة ثانية" هيكلية، أو انهيار المفاوضات والعودة للتصعيد.
السيناريو المرجّح هو اتفاق معدل للمرحلة الأولى يشمل التزامات شراء جديدة وتنازلات مستهدفة.
فشل المفاوضات قد يؤدي إلى رسوم جمركية تصل إلى 50%، ويهدد سلاسل الإمداد العالمية من جديد.
سباق مع الوقت قبل العودة للتصعيد
تخوض واشنطن وبكين جولة جديدة من محادثات التجارة في ستوكهولم، تقودها وزارة الخزانة الأمريكية برئاسة سكوت بيسينت، في محاولة لتمديد التهدئة الجمركية التي تنتهي في 12 أغسطس، وتفادي موجة اضطرابات في الأسواق العالمية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشار بوضوح إلى أن أي رسوم جمركية جديدة ستبدأ من 15% على الأقل. وفي المقابل، تحاول الصين استخدام أوراق القوة التي تمتلكها في مجال المعادن النادرة وسلاسل التوريد كمحور ضغط لتحصيل تنازلات.
السيناريو الأول: "تمديد المرحلة الأولى" – الأكثر ترجيحًا
السيناريو الأرجح هو تجديد لاتفاق "المرحلة الأولى" الذي وُقّع في 2020، مع بعض التحسينات. آنذاك، التزمت الصين بزيادة وارداتها من السلع الزراعية والصناعية الأمريكية، إلى جانب إصلاحات محدودة في حقوق الملكية الفكرية.
الاتفاق الجديد قد يتضمن:
- تعهدات شراء موسعة تشمل الغاز الطبيعي المُسال، والمعادن النادرة، والمنتجات الزراعية.
- ضوابط على الفنتانيل: قد توافق بكين على تقييد صادرات المواد الأولية المخدّرة كبادرة حسن نية.
- خفض واردات النفط من دول خاضعة للعقوبات: وهي نقطة خلافية، لكن قد تكون قابلة للتفاوض.
هذا السيناريو يقدّم مخرجًا سياسيًا آمنًا للطرفين، ويسمح لترامب بالإعلان عن نجاح قبيل قمة محتملة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
السيناريو الثاني: "المرحلة الثانية" – الطموح الصعب
الخيار الثاني يتمثل في التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن إصلاحات هيكلية في الاقتصاد الصيني، مثل تقليص دعم الدولة، والحد من السياسات التكنولوجية الحمائية، وتخفيف القيود على حركة رؤوس الأموال.
ورغم إبداء وزير الخزانة الأمريكي تفاؤلًا حذرًا، إلا أن المراقبين يرون أن احتمالية تحقيق هذا السيناريو ضعيفة جدًا، نظرًا لضيق الوقت، وهشاشة الثقة المتبادلة، وصعوبة إقناع بكين بإجراء تغييرات جذرية تحت ضغط خارجي.
السيناريو الثالث: الفشل الكامل – وعودة شبح الحرب التجارية
إذا انهارت المحادثات، فقد تعيد إدارة ترامب فرض ما يُعرف برسوم "يوم التحرير"، والتي قد تصل إلى 50% على بعض الواردات الصينية. في المقابل، قد ترد بكين عبر:
- فرض قيود على تصدير المعادن النادرة والمواد الاستراتيجية.
- توسيع قوائم الحظر التكنولوجي ضد شركات البرمجيات والمعدات الأمريكية.
- تأخير الموافقات على طلبيات بوينغ ومعدات صناعية حساسة.
إن هذا التصعيد قد يُلحق أضرارًا جسيمة بحجم التجارة بين البلدين، ويُربك سلاسل التوريد العالمية، لا سيما في قطاعي الإلكترونيات والسيارات الكهربائية، ويدفع بالتضخم العالمي إلى الأعلى رغم حالة التباطؤ الاقتصادي.
إلى أين يمكن أن تصل الرسوم الجمركية؟
ما زالت إدارة ترامب متمسكة بفكرة "الرسوم المتبادلة"، مع بعض التفاوت حسب الشريك التجاري:
- اليابان حصلت على سقف 15% فقط.
- فيتنام، إندونيسيا، والفلبين تتراوح نسب رسومها بين 19% إلى 20%.
- الدول التي لا توقع اتفاقًا قد تواجه رسومًا بين 25% و50%.
ومع أن الإدارة الحالية تبدي لهجة أكثر انفتاحًا، يُعتقد أن ذلك يهدف إلى تأمين قمة بين ترامب وشي، وليس بالضرورة تخفيف نهجها التفاوضي.
التوقعات: تفاؤل حذر... ولكن الخطر لا يزال قائمًا
مع ضيق الوقت واقتراب الربع الرابع، يبدو أن التوصل إلى اتفاق معدل للمرحلة الأولى هو الحل الأكثر واقعية. هذا الخيار يمنح الأسواق استراحة مؤقتة، ويُبقي ورقة الضغط الجمركي في يد ترامب.
لكن إذا تعثرت المفاوضات، فإن خطر التصعيد الشامل لا يزال حقيقيًا، خاصة مع اقتراب الانتخابات وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
المراقبون مدعوون لمتابعة ما يلي عن كثب:
- نتائج اجتماع ستوكهولم المرتقب.
- أي تغييرات في مستويات الرسوم الأمريكية فوق 20%.
- التقدم في ملف الفنتانيل والمعادن النادرة.
- أي مؤشرات حول توقيت قمة ترامب–شي.