وول ستريت بين رهانات الذكاء الاصطناعي ومخاطر الفقاعة

لا يزال مؤشر ناسداك يستمد قوته من أسهم الشركات العملاقة والرهانات المكثفة على الذكاء الاصطناعي، حيث أدى الارتفاع الكبير في الاستثمارات المرتبطة بالحوسبة السحابية، وأشباه الموصلات، ورقائق الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق مكاسب قوية في المؤشرات التكنولوجية. إلا أن القلق يتزايد تحت السطح مع اتساع الفجوة بين الأداء والتقييمات.

بواسطة يزيد أبو سماقة | @Yazeed Abu Summaqa | 3 ديسمبر 2025

Copied
NASDAQ22
  • ناسداك أصبح أقل ضمانًا كمؤشر رابح وأكثر عرضة للمخاطر.

  • طفرة الذكاء الاصطناعي لم تشمل جميع شركات التكنولوجيا بالتساوي.

  • مخاوف الفقاعة تعود إلى الواجهة من جديد.

ناسداك عند مفترق طرق

ما زال ناسداك يعكس التأثير القوي للذكاء الاصطناعي على أسواق الأسهم العالمية. وخلال العام الماضي، دفعت الحماسة تجاه النمو المدفوع بالذكاء الاصطناعي المؤشر إلى تسجيل قمم تاريخية متكررة، بدعم من الاستثمارات الضخمة في هذا القطاع. وقادت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة هذا الصعود، مدفوعة بتوقعات أن يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الإنتاجية وأرباح الشركات والنمو الاقتصادي على المدى الطويل. لكن في المقابل، بدأت نبرة الحذر تتسلل إلى الأسواق. فعلى الرغم من تسارع نمو الإيرادات المرتبطة بخدمات الذكاء الاصطناعي، فإن التقييمات ارتفعت بوتيرة أسرع في كثير من الحالات. ومع بقاء أسعار الفائدة مرتفعة، يتساءل المستثمرون بشكل متزايد: إلى أي مدى تم تسعير النمو المستقبلي بالفعل داخل أسهم ناسداك؟

اتساع الفجوة بين الشركات

لم تستفد جميع شركات التكنولوجيا من طفرة الذكاء الاصطناعي بنفس القدر. فالشركات التي تمتلك انكشافًا مباشرًا على تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع الأعمال ما زالت تجذب تدفقات رأسمالية قوية، مستفيدة من وضوح الأرباح وقوة التسعير وحجم الأعمال. في المقابل، يتم تسعير عدد متزايد من شركات التكنولوجيا بناءً على إمكاناتها المستقبلية أكثر من أرباحها الحالية، مع ارتفاع مستويات الديون وبقاء التدفقات النقدية الحرة تحت الضغط. هذا التباين يوسع الفجوة بين الشركات التي تمتلك نماذج أعمال مستدامة في الذكاء الاصطناعي وتلك المعرضة لمخاطر التنفيذ. ونتيجة لذلك، لم يعد ناسداك يتحرك كصفقة موحدة، بل أصبح سوقًا يعتمد على التباين، حيث تواصل أسماء محددة التفوق بينما تتعرض أخرى لتصحيحات حادة عند أي تراجع في التوقعات.

NYSE

المصدر: NYSE، LSEG

هل يتحول صعود الذكاء الاصطناعي إلى فقاعة؟

بدأت مخاوف الفقاعة تدخل بقوة في نقاشات الأسواق. فهناك إشارات تحذير واضحة، تشمل التوقعات المبالغ فيها للطلب المستقبلي، والاعتماد المتزايد على التمويل بالدين لتمويل التوسع، وتحركات الأسهم المدفوعة بالسرد الإعلامي أكثر من نتائج الأرباح الفعلية. ومع ذلك، وعلى عكس فقاعات التكنولوجيا السابقة، فإن قطاع الذكاء الاصطناعي اليوم يستند إلى تدفقات إيرادات حقيقية وسريعة النمو. لكن التحدي يكمن في أن ليس جميع الشركات قادرة على تحويل هذا الطلب إلى نماذج أعمال مربحة ومستدامة. هذا يخلق بيئة عالية المخاطر وعالية العائد في آن واحد. ولا يزال ناسداك مرشحًا للاستفادة من التوسع المستمر في تبني الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، إلا أن التقلبات مرشحة للارتفاع مع ازدياد انتقائية المستثمرين. كما أن ارتفاع العوائد طويلة الأجل يرفع معدل الخصم المطبق على الأرباح المستقبلية، ما يضغط بشكل مباشر على أسهم النمو المرتفع. وحتى الشركات ذات الأسس القوية أصبحت أكثر حساسية لتحركات أسواق السندات، مع إعادة تقييم المستثمرين لقيمة النمو الذي قد يحتاج سنوات حتى يتحقق بالكامل.

Copied