كيفية تداول الذهب في الفوركس: دليل شامل للمبتدئين لتداول XAU/USD
في الأسواق المالية اليوم، يُعد الذهب واحدًا من أكثر الأدوات تداولًا في أسواق الفوركس والعقود مقابل الفروقات (CFDs)، حيث يوفّر فرصًا لكلٍّ من المتداولين على المدى القصير والمستثمرين على المدى الطويل.
على عكس شراء الذهب المادي، يقوم متداولو الفوركس بالمضاربة على تحركات الأسعار باستخدام الرافعة المالية.
يتفاعل سعر الذهب بقوة مع المتغيرات الاقتصادية العالمية.
يتصرف الذهب بشكل مختلف تمامًا عن أزواج العملات مثل يورو مقابل الدولار أو الباوند الإسترليني مقابل الدولار، ويتميز بدرجة تقلب أعلى بكثير.
كيف يتم تداول الذهب في سوق الفوركس؟
لطالما احتل الذهب مكانة خاصة في الأسواق العالمية. فعلى مدى قرون، كان يُنظر إليه على أنه مخزن للقيمة، ووسيلة للتحوط ضد عدم اليقين، ورمز للثروة. يمكنك تداول المعادن بنفس الطريقة التي تتداول بها أزواج العملات في سوق الفوركس. فعلى سبيل المثال، يُعد زوج XAU/USD زوجًا مكوّنًا من الذهب مقابل الدولار الأمريكي. ويعمل تمامًا كما يعمل أي زوج عملات آخر في السوق؛ فعملية الشراء تعني شراء الذهب (XAU) مقابل بيع الدولار الأمريكي، وهو ما يمنحك مركزًا شرائيًا (Long). أما البيع فيعني شراء الدولار الأمريكي مقابل بيع الذهب، وهو ما يمنحك مركزًا بيعيًا (Short).
وعندما يتحدث المتداولون عن تداول الذهب في سوق الفوركس، فإنهم يقصدون عادة زوج XAU/USD، والذي يمثل سعر أونصة واحدة من الذهب مقابل الدولار الأمريكي. فإذا كان سعر XAU/USD عند مستوى 4,260، فهذا يعني أن سعر أونصة الذهب الواحدة يساوي 4,260 دولارًا أمريكيًا. وعلى عكس شراء الذهب المادي، فإن متداولي الفوركس لا يمتلكون المعدن فعليًا. بدلًا من ذلك، يتم تداول الذهب من خلال أدوات مالية قائمة على الرافعة المالية مثل عقود الفروقات (CFDs). وهذه الآلية تتيح للمتداول تحقيق أرباح سواء من صعود الأسعار أو هبوطها. لكن في المقابل، فإن الرافعة المالية، رغم قدرتها على تضخيم الأرباح، فإنها تضخم الخسائر أيضًا، مما يجعل إدارة المخاطر عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه في تداول الذهب.
ما الذي يحرّك سعر الذهب؟
يتأثر الذهب بقوة بالظروف الاقتصادية العالمية، وتوجد عدة عوامل رئيسية تحرّك أسعاره. من أهم هذه العوامل الدولار الأمريكي، إذ غالبًا ما يتحرك الذهب والدولار في اتجاهين متعاكسين. فعندما يضعف الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، والعكس صحيح عند قوة الدولار. ويرجع ذلك إلى أن الذهب مُسعّر عالميًا بالدولار، مما يجعله أرخص لحائزي العملات الأخرى عندما ينخفض الدولار. كما تلعب أسعار الفائدة وسياسات البنوك المركزية دورًا محوريًا في تحركات الذهب. فالذهب لا يدرّ عائدًا أو فائدة، لذلك عندما تكون أسعار الفائدة الحقيقية مرتفعة، يصبح الذهب أقل جاذبية مقارنة بالسندات والودائع البنكية. أما عندما تنخفض أسعار الفائدة أو تتجه البنوك المركزية إلى سياسات نقدية تيسيريه، فإن الذهب غالبًا ما يستفيد من ذلك. وتُعد قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من أكثر العوامل تأثيرًا على أسعار الذهب عالميًا.
أما العامل الثالث المؤثّر بقوة فهو التوترات الجيوسياسية. فالحروب والأزمات السياسية وحالات عدم الاستقرار العالمي تدفع المستثمرين عادة إلى التوجّه نحو الأصول الآمنة مثل الذهب. وهذا الطلب الدفاعي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاعات حادة وسريعة في الأسعار. فعلى سبيل المثال، خلال توتر إسرائيل و غزة، ارتفع الذهب من نحو 1,816 دولارًا إلى قرابة 4,378 دولارًا خلال فترة قصيرة.

المصدر: Trading View
مقارنة الذهب مع الأدوات المالية الأخرى
يتحرك الذهب بشكل مختلف تمامًا عن أزواج العملات التقليدية مثل يورو مقابل الدولار أو الباوند الإسترليني مقابل الدولار فهو يتميز بدرجة تقلب أعلى، ويتحرك ضمن نطاقات يومية أوسع، كما يتفاعل بقوة مع البيانات الاقتصادية والأخبار العاجلة. فقد يؤدي تقرير واحد عن التضخم في الولايات المتحدة أو خطاب من أحد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي إلى تحركات تتراوح بين 20 و40 دولارًا في دقائق معدودة. هذه التقلبات الكبيرة هي ما يجعل الذهب من أكثر الأدوات تداولًا في العالم، إذ يجذب المضاربين اليوميين الباحثين عن الحركات السريعة، ومتداولي السوينغ الذين يستهدفون تحركات تمتد لعدة أيام، إضافة إلى المستثمرين التحوطيين الذين يستخدمون الذهب لحماية محافظهم خلال فترات عدم اليقين. ومع ذلك، فإن التقلب نفسه الذي يخلق فرصًا قوية لتحقيق الأرباح، يرفع أيضًا مستوى المخاطر، ما يفرض على المتداولين الالتزام بالانضباط، وحسن إدارة رأس المال، وتحديد أحجام صفقات مناسبة.