عطلة في اليابان، ولكن ليست عطلة للين
وفي خضم التداول الضعيف خلال العطلة، أدى الانخفاض الحاد للين إلى ما دون 160 مقابل الدولار والذي أعقبه انتعاش سريع، إلى إثارة تكهنات حول التدخل المحتمل من قبل السلطات اليابانية وسط مخاوف بشأن تداعيات سياسة الاحتياطي الفيدرالي.
تعرض الين لضغوط بسبب توقعات السياسة الفضفاضة لبنك اليابان.
يرتد الين بقوة بعد أن انخفض إلى ما دون مستوى 160 للمرة الأولى منذ عام 1990.
اخترق الين الذي يتنقل عبر مشهد السوق المتضاءل بسبب العطلات مستويات 160 دولارًا لفترة وجيزة يوم الاثنين، وهو ما يمثل أضعف موقف له منذ عام 1990. ومع ذلك، أظهرت العملة اليابانية مرونة ملحوظة، وسرعان ما أدى إلى انتعاش قوي، مما أشعل التكهنات حول التدخل المحتمل من قبل السلطات.
وسط ظروف التداول الضعيفة المعتادة في العطلات العامة المحلية، شهد الين مسارًا مضطربًا، حيث انخفض بنسبة تصل إلى 1.2% إلى 160.17 مقابل الدولار، لكنه عكس مساره وارتفع بنسبة تزيد عن 2%. هذه التقلبات الدراماتيكية، التي حدثت على خلفية ضعف السيولة، أثارت التخمينات بين المتداولين، الذين وجدوا أنفسهم يوازنون بدقة بين شبح التدخل الرسمي على خلفية الخطاب المتشدد المحتمل من بنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من الأسبوع.
وعندما سئل من قبل الصحفيين حول التدخل المحتمل في سوق العملات، لم يقدم ماساتو كاندا (كبير مسؤولي العملة في اليابان) أي تعليق فوري، مما زاد من التكهنات المحيطة بديناميكيات السوق.
وفي حين أرجع البعض التذبذبات الحادة إلى حسابات التداول التي تعتمد على الخوارزميات، لاحظ آخرون اليد الخفية للمسؤولين الذين يناورون خلف الكواليس. والواقع أن الطبيعة المفاجئة والصريحة للحركات كانت تحمل كل السمات المميزة للتدخل المحتمل من قِبَل بنك اليابان، وهو التدخل المناسب بشكل خاص وسط انخفاض السيولة الذي يميز العطلة العامة اليابانية.
يلوح في الأفق اجتماع سياسة الاحتياطي الفيدرالي الذي يلوح في الأفق، حيث يتوقع المشاركون في السوق بفارغ الصبر إشارات تتعلق بضرورة الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة في ضوء الضغوط التضخمية المستمرة. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يؤدي مثل هذا الموقف إلى تعزيز الدولار، الأمر الذي قد يؤدي إلى تآكل جاذبية الأصول المقومة بالين. ويكمن شبح التدخل الياباني الذي يلوح في الأفق، وهو ما يذكرنا بأعمال مماثلة شهدناها في عام 2022.
من المحتمل أن يؤدي غياب التدخل إلى تفاقم المخاطر، مما يدفع المستثمرين إلى الحذر والشعور بالقلق من الوقوع في السكين، خاصة على خلفية التأخير المتوقع في تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية. ويبدو أن الزخم يفضل صعوداً حاسماً للدولار في مقابل الين، حيث تختبر معنويات السوق عتبة اليابان في تحمل الانخفاض الحاد في قيمة عملتها.
ورغم أن بنك اليابان أشار إلى اعتزامه الحفاظ على ظروف مالية ميسرة، فقد أكد صناع السياسات مراراً وتكراراً على إحجامهم عن التسامح مع الانخفاض الحاد في قيمة الين. وقد ساعدت اللقاءات السابقة بين وزير المالية الياباني ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين في تسليط الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن المسار الهبوطي للين، مما قد يمهد الطريق لاتخاذ تدابير تدخلية في المستقبل.
ومع ذلك فإن تردد اليابان في التدخل قد يكون راجعاً إلى إدراكها أن مثل هذه الإجراءات وحدها قد لا تكون كافية في معالجة الدوافع الأساسية وراء انخفاض قيمة الين. وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها بنك اليابان لدفع أسعار الفائدة المحلية بعيدا عن المنطقة السلبية، فإنها تظل بعيدة عن المستويات القادرة على جذب المستثمرين بعيدًا عن العائدات الأعلى نسبيًا المعروضة في الولايات المتحدة وغيرها من الولايات القضائية.