انتصار ترامب يشعل "تجارة ترامب"
دفع فوز دونالد ترامب الأسهم الأمريكية والدولار وعوائد سندات الخزانة إلى الارتفاع، حيث راهن المستثمرون على إحياء السياسات المؤيدة للنمو.
ارتفاع الأسهم والدولار يتعزز، وعوائد سندات الخزانة ترتفع
انتعاش السوق على أمل خفض الضرائب وتحرير القيود التنظيمية لدفع النمو في الولايات المتحدة
أدى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية إلى إحداث موجات في الأسواق المالية العالمية، مما أثار ما يطلق عليه المستثمرون "صفقة ترامب". ارتفعت الأسهم الأمريكية مع ارتفاع العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.3٪، بينما سجل الدولار أكبر مكسب له مقابل العملات الرئيسية منذ عام 2020. كما قفزت عائدات سندات الخزانة بشكل حاد، حيث ارتفع العائد القياسي لمدة 10 سنوات بنحو 20 نقطة أساس.
بعد تأمين ولايات متأرجحة رئيسية مثل بنسلفانيا وويسكونسن، فاز ترامب بالرئاسة بهامش واضح، مما منح الحزب الجمهوري السيطرة على مجلس الشيوخ بعد قلب المقاعد في أوهايو وفرجينيا الغربية. وبإعلانه عن "تفويض غير مسبوق" من الناخبين الأميركيين، عزز ترمب نفوذه، حيث راهن المشاركون في السوق على سياسات تشبه ولايته الأولى.
وسار تأثير إعادة انتخابه في الأصول المالية، ورفع الأسهم، وتعزيز الدولار، ودفع عائدات سندات الخزانة إلى الارتفاع. ويشير تفوق ترمب في المناطق الرئيسية واستطلاعات الرأي التي تعكس الإحباط الاقتصادي المستمر بين الناخبين إلى دعم شعبي قوي لأجندته الاقتصادية.
ويشير المستثمرون إلى توقعاتهم بأن إدارة ترمب الثانية ستسعى إلى نفس السياسات الصديقة للسوق التي حددت ولايته الأولى، بما في ذلك تخفيضات الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية، والتعريفات الجمركية. ومن المتوقع أن تعمل هذه التحركات على دفع النمو الاقتصادي، وتعزيز أرباح الشركات، وربما إعادة إشعال التضخم.
ويسلط الارتفاع الملحوظ في عائدات سندات الخزانة الضوء على المخاوف بشأن عجز الميزانية المتضخم وإمكانية تجدد دورة التضخم، تمامًا كما تمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي من تثبيت استقرار الأسعار بعد الوباء. وارتفعت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاما بنحو 23 نقطة أساس إلى 4.67%، مسجلة بذلك أكبر زيادة لها في يوم واحد منذ عام 2020. وعلى النقيض من ذلك، ارتفعت السندات الأوروبية مع بدء المتداولين في تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع في منطقة اليورو، استجابة للاحتكاكات التجارية العالمية المتوقعة التي قد تثقل كاهل الاقتصاد الهش بالفعل في المنطقة. ومن المتوقع أن يستفيد المستثمرون، بما في ذلك فانغارد، الذين اتخذوا مؤخرا موقفا يتوقع تفوق السندات الألمانية، من هذه الديناميكيات.