المؤشرات الرائدة والمتأخرة

تعرف على المؤشرات الفنية الرائدة والمتأخرة وكيف يمكنها مساعدتك في اتخاذ قرارات تداول أكثر ذكاءً.

26 فبراير 2024

Copied
Guide to leading and lagging technical indicators
  • المؤشرات الفنية هي حسابات رياضية تساعد المتداولين على توقع التحركات المستقبلية للأسعار والتحقق من الاتجاهات الحالية.

  • تتنبأ المؤشرات الرائدة بحركات السوق وتوفر نقاط دخول وخروج محتملة، بينما تؤكد المؤشرات المتأخرة الاتجاهات، لذا فهي تناسب المتداولين الذين يعتمدون نهج الانتظار والترقب.

  • إن مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر حجم التوازن (OBV) ومؤشر المتذبذب العشوائي ومؤشر ستوكاستك، هي من المؤشرات الرائدة المستخدمة بشكل شائع عند المتداولين.

  • إن المتوسطات المتحركة ومؤشر MACD ونطاقات بولينجر هي من المؤشرات المتأخرة المستخدمة بشكل شائع عند المتداولين.

ما هو الفرق بين المؤشرات الرائدة والمؤشرات المتأخرة؟

المؤشرات الفنية عبارة عن حسابات رياضية تعتمد على السعر أو الحجم أو الفائدة المفتوحة للأصل وتُعرض على شكل نماذج رسم بياني، ويمكن تصنيف هذه المؤشرات بعدة طرق.

المؤشرات الرائدة والمتأخرة هي مثل "الين واليانج" بالنسبة للتحليل الفني، حيث يقدم كل منها رؤى فريدة حول سلوك السوق والحركات المستقبلية المحتملة لأسعار الأدوات المالية.

يمكن التمييز بينهما بشكل أساسي وفقاً للمرحلة الزمنية لكل منهما؛ حيث تحاول المؤشرات الرائدة التنبؤ بحركات السوق المستقبلية، في حين صُممت المؤشرات المتأخرة لتأكيد الاتجاهات السابقة.

إن المؤشرات الرائدة استباقية بالأساس؛ وذلك لأنها تمنح المتداولين الفرصة للتقدم على المنحنى، ولكن هذا يتضمن خطر النتائج الإيجابية الخادعة المحتملة. من ناحية أخرى، فإن المؤشرات المتأخرة تفاعلية بطبيعتها مما يضمن للمتداولين اتباع الاتجاهات المؤكدة، ولكن في بعض الأحيان يكون ذلك على حساب تفويت الموجة الأولية أو ارتفاع الأسعار.

يمكن أن يكون كل نوع من المؤشرات أداة مفيدة، وغالبًا ما تحتوي استراتيجيات التداول الأكثر نجاحًا على مزيج من العديد من المؤشرات لموازنة مخاطر البيانات التنبؤية والماضية.

المؤشرات الرائدة: مزاياها وأمثلة عليها

  • الإشارات الاستشرافية

تُوصف المؤشرات الرائدة أحيانًا بأنها الكرة السحرية للسوق، حيث تعطي المتداولين إشارة إلى احتمالية تحركات الأسعار في المستقبل قبل حدوثها. وهي مفيدة خصوصاً في توقع التحولات في السوق، وتوفير نقاط الدخول والخروج التي تجعل التغيرات المحتملة في وجهة الاتجاه أكبر حجماً.

  • السرعة والحساسية

تتفاعل المؤشرات الرائدة عادةً بسرعة مع تقلبات الأسعار، مما يجعلها حساسة لحركات السوق الفورية. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه الحساسية سلاحاً ذو حدين، حيث يمكن أن تؤدي إلى إشارات خاطئة أو دخول أو خروج مبكر.

  • أمثلة واستخدامات

تشمل المؤشرات الرائدة الشائعة مؤشر القوة النسبية (RSI)، الذي يقيس سرعة وتغير تحركات الأسعار على مقياس يتراوح من 0 إلى 100، وتشمل كذلك المتذبذب العشوائي مؤشر ستوكاستك، الذي يقارن سعر الإغلاق بنطاق سعره خلال فترة زمنية محددة. تعتبر قراءة مؤشر القوة النسبية فوق 70 عادة ذروة شراء، في حين تعتبر قراءته تحت 30 ذروة بيع. وغالبًا ما يستخدم المتداولون هذه الأدوات في الأسواق المتغيرة حيث يمكنهم الاستفادة من الطبيعة الدورية المتصوّرة لحركات الأسعار.

سيناريو لاستخدام المؤشر الرائد

لوحظ أن مؤشر ناسداك 100 - والذي يتألف في معظمه من شركات التكنولوجيا - يتبع غالبًا أنماطًا دورية، مما يجعله مرشحًا جيدًا لتحليل مؤشر القوة النسبية. يشير مؤشر القوة النسبية غالبًا إلى متى تكون الأصول فوق ذروة الشراء (التشبع الشرائي) أو دون ذروة الشراء، مما قد يعطي المتداولين إشارة إلى أن السعر قد ينعكس ليبقى ضمن مستويات الدعم والمقاومة.

تخيل أن مؤشر ناسداك 100 كان يتداول في نطاق يتراوح بين 11,000 و11,500 نقطة على مدى عدة أسابيع، دون اختراق في أي اتجاه.

الإطار الزمني: يتم ضبط مؤشر القوة النسبية عادةً على فترة 14 يومًا لهذا المثال.

الملاحظة: مع اقتراب المؤشر من مستوى المقاومة 11,500، يرتفع مؤشر القوة النسبية نحو 70 مما يشير إلى حالة ذروة الشراء (التشبع الشرائي)، لكنه ينهي يوم التداول عند 11,480 مع قراءة مؤشر القوة النسبية 68.

التفسير: تشير قيمة مؤشر القوة النسبية 68 (أي أنها بالقرب من 70) إلى أن المؤشر يتجه نحو حالة ذروة الشراء، وقد يشير هذا إلى أن السعر على وشك الانعكاس أو التراجع مع بدء تراجع مستويات الطلب - مما يسمح للأصل بمواصلة التداول ضمن نطاق 11,000 و11,500.

الإجراء: قد يفسر المتداول هذا على أنه إشارة للاستعداد للبيع أو اتخاذ مركز قصير، من خلال توقع عودة سعر المؤشر إلى وضعه الطبيعي بعد الاقتراب من مستوى دعمه عند 11,500.

المؤشرات المتأخرة: مزاياها وأمثلة عليها

  • التأريخ

المؤشرات المتأخرة تشبه كتب التاريخ بالنسبة لسوق الأوراق المالية، فهي لا تظهر الاتجاهات إلا بعد أن تبدأ بالفعل. وتعتبر هذه الأدوات مفيدة للمتداولين الذين يفضلون انتظار التأكيد على وجود اتجاه قبل القيام بالتداول، حيث يأملون في تقليل احتمالية التصرف بناءً على إشارات خاطئة.

  • الاستقرار والاعتمادية

نظرًا لأن المؤشرات المتأخرة تتبع أحداث السوق، فإنها تعتبر أكثر استقرارًا وموثوقية بشكل عام من نظيراتها الرائدة. قد لا تقدم المؤشرات المتأخرة إشارات مبكرة، لكن الإشارات التي تقدمها غالبًا ما تكون مدعومة باتجاه السوق الثابت.

  • أمثلة واستخدامات

تتضمن أمثلة المؤشرات المتأخرة تقارب وتباعد المتوسط ​​المتحرك (MACD ونطاقات بولينجر). MACD هو مؤشر زخم يتكون من ثلاثة أجزاء (خط MACD وخط الإشارة والهيستوجرام) يتتبع العلاقة بين متوسطي السعر المتحركين وخطي المتوسط المتحرك السعري للأصل، عندما يقترب السعر من خطوط المؤشر أو يبتعد عنها، يمكنه تحديد أفضل وقت للشراء أو البيع. تساعد نطاقات بولينجر باكتشاف حالات ذروة الشراء أو ذروة البيع من خلال وضع خطين على مسافة محددة من متوسط ​​السعر المتحرك للأوراق المالية. تشير النطاقات الضيقة إلى تقلبات منخفضة وتشير النطاقات الواسعة إلى سوق متقلب للغاية. وغالبًا ما تُستخدم هذه المؤشرات لتقييم ظروف السوق وتقلب الأسعار وقوة وجهة الاتجاه أو سرعته.

سيناريو لاستخدام المؤشر المتأخر

لنستخدم مؤشر ناسداك 100 مرة أخرى، ولكن هذه المرة باستخدام مؤشر MACD. تخيل أنه كان يتجه نحو الارتفاع على مدار الأشهر القليلة الماضية، حيث انتقل من 12,000 إلى 13,000 نقطة.

الإطار الزمني: يعتمد MACD على ثلاثة أرقام مختلفة - متوسط ​​متحرك أسّي لمدة 3 أيام، و12 يومًا، و26 يومًا. يرجى ملاحظة أن المتوسط ​​المتحرك الأسّي سيعطي الأولوية لاستخدام البيانات الأحدث أكثر من البيانات الأقدم.

الملاحظة: مع وصول مؤشر ناسداك 100 إلى مستوى 13,000، أصبح خط MACD الآن عند مستوى 35 والذي عبر أسفل خط الإشارة 40 - وهو ما قد يشير إلى أن الاتجاه ينعكس أو يتباطأ.

التفسير: قد يشير تقاطع خط MACD أسفل خط الإشارة - خاصة بعد اتجاه صعودي كبير - إلى أن الاتجاه الحالي يضعف وقد ينعكس قريبًا أو يدخل مرحلة توحيد.

الإجراء: قد يرى المتداولون تقاطع MACD كإشارة لبيع صفقاتهم المربحة أو الاستعداد للدخول في صفقة بيع، مع توقع أن تبدأ الأسعار بالانخفاض، خاصة إذا كانت هناك علامات أخرى تشير إلى اتجاه هبوطي.

Copied