دليلك الشامل لفهم التداول اليومي

التداول اليومي، الذي يُمارَس منذ سنوات عديدة، قد شهد ارتفاعًا في الشعبية مؤخرًا. تعمّق في فهم هذه الاستراتيجية المثيرة للتداول.

2 فبراير 2024

Copied
Day Trading Arabic article image
  • هو أسلوب تداول يتسم بالسرعة العالية، يهدف إلى الاستفادة من التقلبات قصيرة الأجل في أسعار الأصول، ويُنفَّذ عادةً خلال يوم تداول واحد.

  • يُجري المتداولون اليوميون عدة صفقات طوال اليوم بهدف إغلاق جميع مراكزهم المالية قبل نهاية جلسة التداول، لتجنب التعرض للتقلبات بعد إغلاق السوق.

  • يستفيدون من تقنيات متنوعة لاستغلال الفرص في السوق، معتمدين بشكل كبير على التحليل الفني وأدواته مثل أنماط الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية لتحديد فرص التداول.

  • تُستخدم استراتيجيات مثل السكالبينج (scalping) وتداول الزخم (momentum) بشكل شائع للاستفادة من تحركات الأسعار الصغيرة والاتجاهات قصيرة المدى في السوق.

مقدمة في عالم التداول اليومي

التداول اليومي يُعد نهجًا حيويًا ومثيرًا في مجال التداول، وقد شهد شعبية متزايدة بشكل كبير في الفترة الأخيرة. تعرّف معنا على هذا الأسلوب من التداول

هذا النمط من التداول يتضمن استراتيجيات يومية يطبقها المتداولون للاستفادة من التغيرات السعرية قصيرة الأمد لمختلف الأصول المالية كالأسهم، أزواج العملات، والسلع. بخلاف المستثمرين الذين يفضلون الاحتفاظ بمراكزهم الاستثمارية لفترات طويلة قد تمتد لشهور أو حتى سنوات، يسعى المتداولون اليوميون إلى إغلاق كل مراكزهم المالية قبل نهاية يوم التداول، مما يجنبهم التعرض لمخاطر تقلبات السوق التي قد تحدث خلال الليل.

يتميز المتداولون اليوميون بقدرتهم على تنفيذ العديد من الصفقات في يوم تداول واحد، مستغلين حتى أدق التحركات السعرية للأصول. هذا النوع من التداول معروف بسرعة وتيرته وتكرار النشاط التداولي فيه. تشمل الأصول الأكثر شيوعًا في التداول اليومي مجموعة متنوعة من القطاعات السوقية تضم منتجات مثل الذهب والنفط، وأزواج العملات كاليورو/دولار أمريكي، ومؤشرات مثل مؤشر US30.

يعمل المتداول اليومي ضمن فترات زمنية قصيرة، تتراوح ما بين دقائق إلى ساعات، مع الاعتماد على مخططات تتراوح أزمنتها بين دقيقة واحدة إلى خمسة عشر دقيقة كفترات شائعة. كذلك، يميل بعض المتداولين اليوميين إلى الجمع بين فترات زمنية أطول لتحليل اتجاه السوق، ما يساهم في تحديد الاتجاهات العامة للسوق وتحديد المستويات المحتملة للدعم أو المقاومة بشكل أكثر فعالية.

سوف نتعمق في هذه المقالة في أعماق التداول اليومي، مستكشفين استراتيجيات متنوعة، أساليب التحليل الفني والأساسي، إدارة المخاطر، والعناصر الضرورية للنجاح في هذا المسار المليء بالتحديات.

استراتيجيات بارزة في التداول اليومي

أسلوب السكالبينج وتداول الزخم يمثلان اثنتين من أكثر الاستراتيجيات استخدامًا في التداول اليومي.

السكالبينج (scalping)، استراتيجية تداول سريعة الوتيرة تهدف إلى تحقيق أرباح صغيرة من خلال إجراء صفقات متعددة في اليوم. يتطلب هذا النهج سرعة في التنفيذ، استجابة سريعة، وفهم عميق للسوق.

تداول الزخم (momentum) يركز على الأصول ذات الاتجاهات السعرية القوية. يدخل متداولو الزخم صفقاتهم مع ارتفاع سعر الأصل ويخرجون عندما يفقد زخمه، مستغلين معنويات السوق وتأثير السلوك الجماعي. يتطلب هذا النهج متابعة دقيقة لاتجاهات السوق وفهم الأنماط البيانية وسلوك السوق.

تحليل السوق في التداول اليومي

يلعب التحليل الفني دورًا محوريًا في التداول اليومي. يعتمد المتداولون على أنماط الرسم البياني والمؤشرات الفنية لاتخاذ قرارات تداول مدروسة.

تشمل النماذج الشائعة نموذج الرأس والكتفين "هيد آند شولدرز"، القمم والقيعان المزدوجة، والأعلام. تعد المؤشرات الفنية، كالمتوسطات المتحركة، ومؤشر ماكد (MACD)، ومؤشر ستوكاستك، أدوات حيوية لتحديد نقاط الدخول والخروج من الصفقات. يطور المتداولون غالبًا استراتيجيات فريدة مبنية حول المؤشرات والنماذج المفضلة لديهم.

التداول اليومي يدمج أيضًا التحليل الأساسي، حيث يراقب المتداولون عن كثب الأحداث والبيانات الاقتصادية الكبرى التي يمكن أن تؤثر بشكل ملحوظ على أسعار الأصول. أحداث، مثل الإعلانات الاقتصادية، التقارير المالية، وإطلاق منتجات جديدة تُعد عوامل مؤثرة قد تحدث تغييرات سعرية، وبالتالي تُعتبر عناصر أساسية يجب على المتداولين اليوميين الانتباه إليها.

تحقيق التوازن بين الفرص والتحديات في التداول اليومي

يوفر التداول اليومي فرصة مثيرة للاستفادة من تحركات السوق قصيرة المدى ولكنه لا يخلو من التحديات. يتطلب النجاح في التداول اليومي مزيجًا من المعرفة والانضباط وإدارة مخاطر الأسواق المالية.

تعد إدارة المخاطر أمرًا بالغ الأهمية في التداول اليومي للحماية من الخسائر الكبيرة.

تتضمن إدارة المخاطر في التداول اليومي الآتي:

أوامر وقف الخسارة: تعتبر أوامر وقف الخسارة أداة أساسية للحد من الخسائر، تُغلق المراكز تلقائيًا عند نقطة سعر محددة، لكن قد تحد أيضًا من الأرباح المحتملة إذا استمر السعر في الاتجاه الإيجابي.

حجم المركز: التحكم في حجم الصفقة بناءً على تحمل المخاطر والفارق بين سعر السوق ونقطة وقف الخسارة يُعد أساسيًا لإدارة المخاطر بفعالية. يجب على المتداولين أن يكونوا واعين دائمًا بالمكاسب والخسائر المتوقعة لكل صفقة قبل الدخول في السوق، وهذا الأمر يكتسب أهمية مضاعفة عند استخدام الرافعة المالية.

التنويع: توزيع الصفقات عبر أصول أو استراتيجيات متنوعة يساعد في توزيع المخاطر والتقليل من تأثير الصفقات الخاسرة على المحفظة الاستثمارية. الكثير من المتداولين يلجؤون إلى استراتيجيات التحوط لموازنة المخاطر، عبر دخول صفقات معاكسة لتعزيز توازن المخاطر.

باستخدام هذه الأدوات لإدارة المخاطر، يمكن للمتداولين اليوميين تقليل المخاطر المرتبطة بهذه الطريقة من التداول، مثل الإفراط في التداول والضغوط النفسية والتعرض لتقلبات السوق اليومية.

المتداولون الناجحون يستثمرون وقتًا وجهدًا في فهم السوق وتطوير خطط تداول محكمة، مع التشديد على أهمية التدريب والتجربة من خلال الحسابات التجريبية قبل الخوض في التداول الحقيقي.

على الرغم من إمكانية تحقيق الأرباح، يتطلب التداول اليومي مقاربة متوازنة والتزامًا مستمرًا بالتعلم والتأقلم مع التغيرات المستمرة في ديناميكيات السوق. بالاستعداد الجيد والاستراتيجية المناسبة، يمكن أن يكون هذا الأسلوب مسعى مثمرًا.

Copied