تداول الزخم (momentum)
تعرّف على فن تداول الزخم من خلال استكشاف دليلنا الشامل للمبادئ الأساسية، طرق إدارة المخاطر، وأشهر الاستراتيجيات المستخدمة في هذا الأسلوب من التداول:
تداول الزخم هي استراتيجية تعتمد على استغلال أجدد أداء للأصول، مع التركيز على الاتجاهات السائدة للسوق.
استراتيجيات مشهورة في تداول الزخم تشمل تداول الاختراق، متابعة الاتجاه، التداول المتأرجح، وتداول الاتجاه المعاكس.
المبادئ الأساسية لتداول الزخم تتضمن تحديد اتجاه "ترند" السوق واستخدام أدوات التحليل الفني المختلفة، مثل المتوسطات المتحركة، مؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر ماكد، بالإضافة إلى تطبيق إدارة المخاطر والانضباط النفسي.
الانعكاسات المفاجئة، الإفراط في التداول، القرارات المتسرّعة، وتقلبات السوق الناتجة عن الأخبار هي بعض المخاطر المرتبطة بتداول الزخم.
فهم ديناميكيات تداول الزخم
تداول الزخم هي استراتيجية تستند إلى فكرة أنه من المحتمل أن تواصل الأصول ذات الأداء المتميز تميزها على المدى القصير، بينما تلك ذات الأداء الضعيف قد تستمر في نفس الاتجاه لبعض الوقت. يعتمد المتداولون في هذا النهج على التقاط زخم الاتجاهات السعرية والاستفادة منها. تقوم فلسفة تداول الزخم على استغلال حركة أسعار الأصول، غالبًا خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا.
بخلاف الاستراتيجيات الأخرى، كاستثمار القيمة (الذي يركز على الاستثمار في الأصول التي تُقيّم بأقل من قيمتها العادلة)، أو التداول المعاكس (الذي يتحدّى اتجاه السوق السائد)، يعنى تداول الزخم بالاتجاه الحالي للسوق المالية.
استراتيجيات متقدّمة في تداول الزخم
تداول الاختراقات (breakout trading) يتطلب تحديد مستويات الدعم والمقاومة الحاسمة والدخول في الصفقات عند تجاوز الأسعار لهذه المستويات، صعودًا أو هبوطًا، بهدف الانضمام المبكر في الحركة السعرية الكبيرة المتوقّعة.
استراتيجية متابعة الاتجاه تركّز على الاستثمار في الأصول التي تُظهر استقرارًا في اتجاهات صاعدة أو هابطة. ويسعى المتداولون للشراء خلال الاتجاهات الصاعدة والبيع خلال الاتجاهات الهابطة؛ مستفيدين من الزخم السعري إلى أن تظهر علامات لانعكاس الاتجاه.
التداول المتأرجح يهدف إلى استغلال التذبذبات السعرية من القصيرة إلى المتوسطة الأمد داخل نطاق سعري معيّن، ساعيًا لالتقاط التحركات السعرية الصغيرة التي تحدث خلال أيام قليلة إلى أسابيع.
التداول المعاكس للاتجاه يسعى للاستفادة من التغييرات الاتجاهية بتحديد الأصول التي تُظهر إشارات لذروة الشراء أو البيع. رغم تعارضها مع الفلسفة العامة لزيادة الزخم، إلا أن هذه الاستراتيجية قد تحمل مخاطر أعلى وتقدم فرصًا لمكاسب كبيرة عند التنفيذ الدقيق.
المبادئ الأساسية لتداول الزخم
للنجاح في استراتيجية زيادة الزخم، يجب على المتداولين إتقان تحديد الاتجاهات، واستخدام أدوات التحليل بشكل فعّال، وإدارة المخاطر بكفاءة، والحفاظ على الانضباط الذاتي.
تحديد الاتجاهات: يبدأ زيادة الزخم بتحديد الاتجاهات السائدة، باستخدام المؤشرات الفنية والرسوم البيانية لكشف الأصول المالية التي تُظهر حركة سعرية قوية.
التحليل الفنّي: يعتمد متداولو الزخم على المتوسطات المتحركة لتحديد مسار الاتجاه، وعلى مؤشر القوة النسبية RSI لقياس سرعة التغيرات السعرية، وعلى MACD كأداة لتحليل الاتجاهات.
إدارة مخاطر الأسواق المالية: تعد إدارة المخاطر أساسية في استراتيجية زيادة الزخم، حيث تُستخدم استراتيجيات مثل أوامر وقف الخسارة للحد من الخسائر المحتملة وتحديد أهداف الربح.
الانضباط الذاتي: يتطلب زيادة الزخم مستوى عالٍ من الانضباط الذاتي، حيث يلتزم المتداولون بخططهم ويظلون منضبطين أمام تقلبات السوق.
أدوات التحليل الفني الرئيسية لمتداولي الزخم
يستخدم متداولو الزخم عدّة أدوات للتحليل الفني، كالمتوسّطات المتحرّكة التي تُستخدم لتحليل اتجاه السوق، ومؤشّر القوّة النسبيّة (RSI) الذي يُساعد المتداولين على تحديد ظروف السوق القصوى، ومؤشّر ماكد (MACD) الفعّال في رصد تغيّرات الزّخم والاتّجاه "الترند".
المتوسّطات المتحرّكة (Moving Averages): تُستخدم لتحديد اتّجاه السوق العام ونقاط التحوّل المحتملة في أسعار الأصول. تُساعد في تسهيل بيانات الأسعار عبر حساب متوسط سعر الأصل خلال فترة محددة، مثل 50 يومًا أو 200 يوم، ويُرسم خط المتوسّط المتحرّك على الرسم البياني للأسعار لمساعدة المتداولين في تحديد اتجاه السوق.
مؤشر القوّة النسبية (RSI): هو أحد مؤشرات التذبذب الرئيسية. يقيس سرعة وتغيّر الحركة السعرية للأصل. يساعد المتداولين في تحديد نقاط ذروة شراء (overbought) أو ذروة بيع (oversold) الأصل المالي، ممّا يشير إلى احتمالية حدوث انعكاس في الاتجاه.
مؤشر ماكد (MACD): يُستخدم لتحديد اتجاه السوق والزّخم وإشارات الانعكاس المحتملة. يتكوّن من خطّين: خط MACD الذي يُحسب بطرح المتوسّط المتحرّك الأًسّي لـ 26 يومًا من المتوسّط المتحرّك الأُسّي لـ 12 يومًا، وخطّ الإشارة وهو المتوسّط المتحرّك الأُسّي لـ 9 أيام لخط MACD، وتُستخدم الفرق بين هذين الخطّين لتحديد إشارات التداول.
المخاطر والتحدّيات في تداول الزّخم
في حين أن تداول الزخم يمكن أن يحقّق الكثير من الأرباح، إلا أنه لا يخلو من المخاطر والتحديات. دعونا نلقي نظرة معًا على بعض المخاطر الشائعة:
الانعكاسات المفاجِئة: الأسواق معرّضة لتغييرات حادّة ومفاجئة في الاتجاهات، وهو ما قد يؤدّي إلى خسائر سريعة. لهذا على المتداولين أن يكونوا على أتمّ الاستعداد لمواجهة هذه الانعكاسات، مع وضع استراتيجيات دفاعيّة لحماية رأس المال الخاص بهم.
الإفراط في التداول: الرغبة في الاستفادة من كل فرصة قد تؤدّي إلى التداول المُفرط، مما قد يرفع من التكلفة الإجمالية للصفقات ويؤثر سلبًا على الأرباح.
الانفعالات العاطفية: من المهم التحلي بالانضباط النفسي عند تداول الزخم. مشاعر كالخوف، الجشع، والاستعجال قد تؤدي إلى قرارات غير مدروسة. لذا من الضروري تطبيق استراتيجيات إدارة المخاطر وبناء خطط تداول واضحة لتعزيز الانضباط ومواجهة مثل هذه التحديات.
الأخبار المؤثرة على السوق: الأحداث الاقتصادية، التطورات الجيوسياسية، أو الأحداث غير المتوقعة يمكن أن تؤثّر بشكل كبير على اتجاهات السوق. المتداولون بحاجة إلى متابعة هذه الأحداث والتكيّف مع التغيّرات اللحظية في السوق.
على الرغم من المخاطر المصاحبة، تبقى استراتيجيات تداول الزخم فعّالة وقادرة على تحقيق أرباح مجزية عند التحليل الدقيق والتنفيذ المدروس. النجاح في هذا المجال يعتمد على اتباع خطة تداول متقنة، ووضع استراتيجيات إدارة مخاطر مُحكمة، والاستمرار في التعلم، والمرونة في التكيف مع تقلبات السوق.