توقعات الصين للربع الأول 2025
الاقتصاد الصيني يتوقع نموًا بنسبة 5% في عام 2025

تعمل الصين على تنفيذ استراتيجيات جريئة لتحسين أدائها الاقتصادي في عام 2025 بنمو متوقع بنسبة 5%، بعد أن شهدت تباطؤًا في النمو خلال عام 2024. هذا وقد أعلن المكتب السياسي الصيني - الذي يؤثر بشكل كبير على سياسات بنك الشعب الصيني (PBoC)- عن توجه نحو سياسة نقدية "معتدلة التيسير"، حيث يمثل هذا تحولًا ملحوظًا عن النهج "الحذر" الذي تم اتباعه منذ عام 2011، مما يشير إلى أن المستثمرين يجب أن يتوقعوا المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام.
إضافة إلى التعديلات النقدية، يُتوقع خفض متطلبات الاحتياطي وتقديم مزيد من الحوافز المالية، كما أشار "هان ونشيو" نائب مدير اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية. كما وتخطط الحكومة لإصدار سندات خزانة وسندات محلية خاصة، مما قد يؤدي إلى زيادة عجز الميزانية السنوي ليصل إلى حوالي 13 تريليون يوان، وهو ما قد يمثل 9-10% من الناتج المحلي الإجمالي للصين. ومن المرجح أن تضع هذه السياسة المالية التوسعية ضغوطًا هبوطية على اليوان مقابل الدولار الأمريكي.
الأسهم الصينية تتجه نحو ارتفاع قوي في الربع الأول من عام 2025
حقق مؤشرا China A50 وHang Seng 50 عامًا إيجابيًا في 2024، وهو الأداء السنوي الإيجابي الأول منذ عام 2021، حيث سجلا مكاسب بنسبة 17% و19% على التوالي. ومع وصول العديد من أسهم التكنولوجيا في الولايات المتحدة إلى مستويات قريبة من أعلى مستوياتها على الإطلاق، قد يتوجه المستثمرون الراغبون في تجنب التقييمات العالية في السوق الأمريكية نحو الصين.
إن الجمع بين السياسة النقدية التيسيرية، وانخفاض التضخم، وضمان الدعم المالي والنقدي للأسواق والاستهلاك المحلي، يجعل الأسهم الصينية خيارًا جذابًا للتنويع هذا العام. ومع توقعات بحوافز مالية تهدف إلى تعزيز الاستهلاك المحلي، قد تشهد قطاعات السلع الاستهلاكية التقديرية نموًا كبيرًا، بما في ذلك عمالقة التجارة الإلكترونية مثل Alibaba وJD.com و Pinduoduo، الذين يمكنهم الاستفادة من زيادة الإنفاق الاستهلاكي وتبني الذكاء الاصطناعي. كما قد تتأثر هذه القطاعات أيضًا بشكل إيجابي من سوق العقارات المتعافي، مما قد يعزز ثقة المستهلك والإنفاق.
رغم ضعف بعض القطاعات، لا يزال قطاع الرعاية الصحية واعدًا بفضل الطلب المحلي المتزايد، وشيخوخة السكان، وتركيز الحكومة على الابتكار الصحي. كما يشهد هذا القطاع نموًا في مجال التكنولوجيا الحيوية، حيث تحقق الشركات تقدمًا في مجالات مثل الأدوية والأجهزة الطبية، مدفوعًا بشكل جزئي بسعي الحكومة لتقليل الاعتماد على الإمدادات الطبية الأجنبية والابتكار داخل السوق المحلي.
مبادرة "صنع في الصين 2025"(MIC 2025)
الخطة التي كشفت عنها الحكومة الصينية في عام 2015 هي مبادرة استراتيجية تهدف إلى انتقال الصين من قاعدة تصنيع منخفضة التكلفة إلى قيادة عالمية في الصناعات التكنولوجية المتقدمة. وقد أحرزت الصين تقدمًا كبيرًا في إطار هذه الخطة، حيث برزت كقائدة في إنتاج السيارات الكهربائية (EV)، وتطوير تقنيات أشباه الموصلات مثل شريحة SMIC 7 نانومتر، وغيرها من التطورات التكنولوجية.
ومع ذلك، يواجه قطاع التكنولوجيا الصيني تحديات كبيرة. إذ تشكل العقوبات الأمريكية المقترحة من الرئيس المنتخب "دونالد ترامب" تهديدًا كبيرًا، إلى جانب المنافسة المباشرة من الشركات الأمريكية. وإضافة لذلك، تطبق الدول الغربية قوانين أكثر صرامة لتقييد وصول الصين إلى التقنيات الحيوية. كما تشكل السياسات الحمائية الأوروبية عقبات أمام جهود الشركات الصينية لتصدير التكنولوجيا إلى أسواق منطقة اليورو.
فرص جديدة في ظل توسع مجموعة بريكس
وسط تهديد تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، قد تجد الصين فرصًا اقتصادية جديدة من خلال التوسع الأخير لمجموعة بريكس، التي انضمت إليها دول مثل إثيوبيا، الأرجنتين، إندونيسيا، مصر، إيران، السعودية، والإمارات. حيث يمكن أن يوفر هذا التوسع أسواقًا بديلة للمصنعين والشركات التكنولوجية الصينية.
نتوقع زيادة في الاتفاقيات الثنائية بين دول بريكس، خاصة مع الدول الغنية بالطاقة مثل السعودية وإيران والإمارات، بهدف تعزيز الشراكات الطاقوية مع الصين.