إعداد خطة تداول متكاملة

يساهم وضع خطة تداول مدروسة منذ بداية مسيرتك في عالم التداول بشكل كبير في تحقيق النجاح. إليك دليل لإعداد خطة تداول متقنة.

2 فبراير 2024

Copied
Guide to building an effective trading plan
  • خطة التداول تعد أساساً للتداول بطريقة منظّمة ومسؤولة.

  • عناصر خطة التداول الأساسية تتضمن تحديد أهداف محددة، تطبيق استراتيجيات إدارة المخاطر، وتحديد أوقات الدخول والخروج من السوق، بالإضافة إلى استراتيجيات التداول المختارة.

  • الحفاظ على دفتر سجل لتداولاتك يمكّنك من توثيق كافة صفقاتك، تقييم قراراتك وفهم تأثير استراتيجيتك على نتائجك.

تحديد أهداف خطة التداول

يُعد تحديد أهدافك أحد العناصر الحاسمة في خطة التداول الناجحة، إذ توجّه هذه الأهداف استراتيجياتك وتحدّد طريقة وعدد صفقاتك في الأسواق المختلفة.

الأهداف يمكن أن تنبثق من طموحات طويلة الأجل أو مقاصد قصيرة المدى أو تتوسط بينهما.
يجب التركيز على تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس، مثل تخصيص جزء من أرباح التداول لدفعة أولى لشراء منزل. ينبغي أن تكون هذه الأرقام بمثابة دليل لأهدافك وأساسها، مثل تحديد النسبة المئوية من مدخراتك المتاحة للتداول أسبوعيًا.

تعتبر استراتيجية إدارة المخاطر جزءًا أساسيًا من تحديد أهدافك؛ فإذا كان هدفك هو دعم دخلك، فقد ترغب في المخاطرة برأس مال أقل لتحقيق عوائد صغيرة وثابتة. وإذا كنت تسعى لجعل التداول مهنة دائمة، فقد تختار نسبة مخاطرة إلى مكافأة مختلفة عن المتداولين الآخرين.

اختيار فئات الأصول يلعب دورًا كبيرًا أيضًا في خطتك المالية. بناءً على أهدافك وقدرتك على تحمل المخاطر، قد تفضّل التداول في العملات، المعادن الثمينة، أو السلع. من الضروري تطابق اختياراتك مع أهدافك الشخصية، حيث يساعدك ملف المخاطر الخاص بك على دعم تداول مستدام وتحسين استراتيجياتك. 

تطوير العقلية المثالية وقوة التعلم في التداول

نجاح التداول يعتمد على تحلّيك بعقلية متوازنة وثابتة. خطة التداول توفر إطارًا لتحديد أوقات فتح وإغلاق الصفقات بناءً على معايير محددة وأهداف واضحة، مما يحول دون الخسائر الكبيرة والتداول المفرط الناتج عن الانفعالات.

يمثل تحليل السوق والتعلم المستمر عنصران أساسيان في بناء وتطبيق أي خطة التداول. من الضروري أن تكتسب فهمًا دقيقًا للقطاع أو الأصول التي تنوي تداولها. تتقلب ظروف السوق بسرعة، لذا يجب عليك استكشاف الأسباب وراء هذه التغيرات واختيار أسلوب تحليل يتناسب مع استراتيجيتك، الوقت المتاح لك، ومستوى خبرتك في التداول.

يُعد التحليل الفني، التحليل الأساسي، وتحليل المشاعر من الطرق الأساسية لفهم السوق. يمكنك اتباع إحدى هذه الطرق أو دمج أنواع مختلفة من التحليل للحصول على نظرة شمولية عن السوق واتخاذ قرارات تداول مستنيرة.

تمكّنك منصات التداول من الوصول إلى الأسواق المالية، وذلك بفتح حساب لدى وسيط تداول إلكتروني. ثم يمكنك تعلم استخدام هذه المنصات تمامًا كتعلم استخدام أي جهاز كمبيوتر أو تطبيق جديد؛ اطلع على الأدوات والميزات التي تقدمها المنصة لتعزيز استراتيجياتك، افهم سرعة تحركات السوق، وطريقة تنفيذ خطتك بنجاح. من المهم التدرّب على استراتيجيات التداول الجديدة عبر حساب تجريبي قبل البدء بالتداول برأس المال الفعلي.

إدارة المخاطر: ركن أساسي في خطة التداول الناجحة

إدارة المخاطر تشكل جزءًا لا يتجزأ من أي خطة تداول مثمرة، حيث تتعدد الأساليب التي يُمكن اعتمادها للحد من إمكانية الخسارة. من هذه الأساليب، تحديد حجم المركز، الذي يعني تخصيص نسبة معينة من رأس المال لكل صفقة. هذا التخصيص يوفر حماية ضد المخاطرة بكامل رأس المال في صفقة واحدة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة. حجم المركز يُمكنك من تنويع استثماراتك بطريقة ذكية وآمنة، مما يزيد من فرص الحفاظ على رصيدك الإجمالي.

تسمح الرافعة المالية للمتداولين بإدارة أحجام تداول أكبر بإيداعات أقل، من خلال الاقتراض من الوسيط. ولكن، مع إمكانية تحقيق أرباح أكبر، تأتي أيضًا مخاطرة بخسائر أكبر إذا تحركت الأسواق ضد توقعاتك. خذ بعين الاعتبار المثال التالي:

لنفترض أنك تملك 10,000 دولار لتداول الذهب وقررت استخدام رافعة مالية بنسبة 1:10، مما يعني أنك تدير مركزًا بقيمة 100,000 دولار. إذا ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 5٪، فسترتفع قيمة مركزك إلى 105,000 دولار، ما يعني ربحًا قدره 5,000 دولار. هذه الزيادة تُحول زيادة السوق إلى ربح بنسبة 50٪ على استثمارك الأولي. لكن، إذا انخفضت أسعار الذهب بنفس النسبة، فستخسر 5,000 دولار، أي خسارة بنسبة 50٪ من رأسمالك الأولي، مما يبرز كيف يمكن للرافعة المالية تضخيم الخسائر بالقدر نفسه.

الاستخدام الواعي للرافعة المالية يُعد عنصرًا حاسمًا في خطتك. ضع في اعتبارك أن توازن استخدام الرافعة مع رأس مالك وملف المخاطر الخاص بك ومدى ثقتك وخبرتك في المجال. يُمكن أن يُقدم لك استخدام حساب تجريبي نظرة عملية على النسبة المثالية للرافعة المالية التي تناسبك.

ترتبط نسبة المخاطرة إلى المكافأة ارتباطًا وثيقًا بأهدافك وتكتيكات إدارة المخاطر لديك. هذا المفهوم يحافظ على التوازن بين الأرباح والخسائر المحتملة، ويُمكن أن يساعد في تقييم جدوى استراتيجية التداول. قد تضع نسبة مخاطرة إلى مكافأة بمعدل 1:3، مما يعني أنك تسعى لتحقيق ثلاثة دولار مقابل كل دولار تخاطر به. إذا لم يُحقق هذا التوقع نتائج مرضية على المدى الطويل، قد يكون من الضروري مراجعة خطة التداول الخاصة بك.

استكشف استراتيجيات التداول المثالية

هناك مجموعة متنوعة من استراتيجيات التداول، ومن الضروري اختيار استراتيجية تتماشى مع أهدافك. من بين الخيارات المتاحة، نجد التداول المتأرجح، التداول اليومي، واستراتيجية السكالبينج، إلى جانب غيرها من الأساليب.

يستند المتداولون عادةً إلى التحليل الفني والتحليل الأساسي لصياغة استراتيجياتهم. يعتمد التحليل الفني على بيانات السوق التاريخية، بينما يأخذ التحليل الأساسي في الاعتبار العوامل الاقتصادية والمالية.

إليك عرضًا لثلاث استراتيجيات رئيسية مستندة إلى التحليل الفني:

يُفضل المتداولون الذين يسعون للاستفادة من التحركات السعرية على مدى أيام إلى أسابيع التداول المتأرجح. هذا النهج يسعى لالتقاط "التقلبات" الكبيرة في الأسعار، وقد يحمل مخاطر الاحتفاظ بالمراكز خلال التقلبات غير المتوقعة.

أما التداول اليومي، فيناسب المتداولين الباحثين عن سرعة أعلى، متطلبًا معرفة عميقة بالأسواق وتفانيًا في متابعة التحركات اليومية لاتخاذ قرارات تداول مربحة.

وضمن أُطر زمنية أقصر، يهدف السكالبينج (scalping) إلى الربح من الحركة السعرية الصغيرة (أحيانًا تحدث في غضون دقائق)، عبر إجراء صفقات قصيرة المدى. هذه الاستراتيجية تتطلب تركيزًا عاليًا وفهمًا جيدًا لديناميكيات السوق.

قد يحتاج المتداولون إلى تجربة عدة استراتيجيات قبل تحديد الأنسب لهم، ولهذا فإن استخدام الحساب التجريبي يوفر بيئة مثالية لاختبار هذه الاستراتيجيات دون المخاطرة برأس المال الحقيقي. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن نجاح الصفقات في بيئة تجريبية لا يضمن نجاحها في السوق الحقيقية، ويتطلب الانتقال إلى التداول الفعلي استعدادًا وتمويلًا مناسبين.

احتفظ بسجل تداول لتقييم أدائك

من الضروري تسجيل تفاصيل تداولاتك بعد كل شهر، أسبوع، أو حتى يوم (بناءً على أسلوب التداول الخاص بك). غالبًا ما يؤدي الانشغال بالتداولات اليومية إلى نسيان الدروس المهمة المستفادة من الصفقات الرابحة والخاسرة.

تقدم تجارب الفوز والخسارة رؤى قيّمة يمكن تطبيقها لتحسين استراتيجيتك المستقبلية وزيادة فرص نجاحك. الاحتفاظ بدفتر تسجل فيه تفاصيل كل صفقة، بما في ذلك المنتج، نقاط الدخول والخروج، الأرباح أو الخسائر، وتحليل ظروف السوق آنذاك بالإضافة إلى الأسباب التي دفعتك لاتخاذ قرار التداول، سيساعدك على تحديد الأنماط السلوكية، التعلم من أخطائك، وبناء خطة تداول أكثر كفاءة للمستقبل.

Copied