مقارنة أساليب التداول: التداول اليومي، وتداول التأرجح، وتداول المراكز
تعرف على الفوارق بين أساليب التداول اليومي والتأرجح والمراكز لتتمكن من اختيار الأفضل بينها بما يخدم أهدافك للتداول
يشير أسلوب التداول إلى مجموعة من المعلمات التي تحدد كيفية اختيار المتداولين للأسواق التي سيتداولون بها ومتى.
يعد اختيار أسلوب التداول أمرًا بالغ الأهمية لكل متداول ليحظى بنهج منضبط في اتخاذ القرار.
التداول اليومي وتداول التأرجح وتداول المراكز هي أساليب تداول شائعة الاستخدام تتنوع ما بين إجراء عدة صفقات في يوم واحد إلى إبقاء المراكز مفتوحة لفترات زمنية أطول، مثل أسابيع أو أشهر.
يمكن أن يكون كل أسلوب تداول فعالاً عند تطبيقه بشكل مناسب واستخدامه مع استراتيجيات إدارة المخاطر مُحكمة.
كيفية اختيار أسلوب التداول المناسب
في التداول عبر الإنترنت، على المتداولين امتلاك استراتيجية وخطة تداول واضحة تهدف للاستفادة من الفرص المتاحة في الأسواق العالمية. لذلك، يُعد اختيار أسلوب التداول المناسب أمرًا ضروريًا للمتداولين من جميع المستويات.
تشير أساليب التداول إلى النهج أو مجموعة القواعد التي يستخدمها المتداول لاتخاذ قرارات مهمة بشأن صفقاته؛ بما في ذلك متى يدخل ويخرج من الأسواق، وكيفية تحليل الأصول، والأدوات التي يجب استخدامها، ونوع استراتيجيات إدارة المخاطر التي يجب تطبيقها.
عند اختيار أسلوب التداول، يجب على المتداولين مراعاة ميزانيتهم، والوقت المتاح لديهم، وكذلك أن يكونوا على دراية بشخصيتهم ومدى شهيتهم للمخاطرة.
يتناول هذا المقال شرحًا تفصيليًا لأساليب التداول الشائعة ومقارنة بين خصائصها لمساعدتك في تحديد الأسلوب الأكثر ملاءمة لك.
التداول اليومي
الخصائص الرئيسية لأسلوب التداول اليومي:
- تنفذ المراكز وتغلق في نفس يوم التداول
- تستهدف زخم خلال اليوم
- يستخدم التحليل الفني ونماذج الرسم البياني ومؤشرات حجم التداول
- يتطلب إدارة مخاطر منضبطة والتزامًا بخطط التداول المحددة مسبقًا
- يركز على الأصول السائلة ذات التقلب وحجم التداول المرتفع
يُشير مصطلح التداول اليومي إلى الأسلوب الذي يُجري فيه المتداولون صفقات متعددة في السوق خلال يوم واحد. ولا يُبقي المتداولون اليوميون الصفقات مفتوحة طوال الليل، مما يعني أنهم يُغلقون جميع مراكزهم المفتوحة قبل إغلاق السوق.
يستغل أسلوب التداول اليومي تحركات الأسعار قصيرة الأجل، سواءً نحو الاتجاه العام أو عكسه. ويسعى المتداولون اليوميون إلى تحقيق أرباح صغيرة متعددة، وإلى الحد من الخسائر الصغيرة، حيث تُطبق هذه الاستراتيجية على المنتجات ذات حجم التداول الكبير، مثل الأسهم والسلع والمؤشرات والعملات.
غالبًا ما يستخدم المتداولون اليوميون مهارات الرسم البياني الفني لاكتشاف الفرص والتقلبات الحادة في الأسعار التي تصاحب النشرات الإخبارية ذات التأثير الكبير. ويتداولون ضمن أطر زمنية قصيرة، تتراوح عادةً بين دقائق وساعات. حيث تُعد المضاربة (Scalping) أحد أنواع التداول اليومي، إذ يفتح المتداولون الصفقات ويغلقونها ضمن أطر زمنية أكثر سرعة، يمكن أن تتراوح بين بضع ثوانٍ وعدة دقائق.
كون التداول اليومي أسلوب تداول سريع الوتيرة، فإنه يتطلب التزامًا كبيرًا من المتداول لمراقبة تحركات الأسعار، وقد يؤدي إلى ضغوط نفسية. وتشمل المخاطر الأخرى للتداول اليومي الإفراط في التداول، وارتفاع التكاليف بسبب عمليات التنفيذ والعمولات، والتقلبات غير المتوقعة قصيرة الأجل. لذا يُعدّ الانضباط النفسي والاستخدام الفعال لأدوات إدارة المخاطر أمرًا أساسيًا في التداول اليومي لتجنب اتخاذ القرارات العاطفية.
تداول التأرجح
الخصائص الرئيسية لأسلوب تداول التأرجح:
- يتم الاحتفاظ بالمراكز لعدة أيام إلى أسابيع لالتقاط الاتجاهات متوسطة المدى.
- يعتمد على التحليل الفني ونماذج الرسم البياني ومؤشرات تتبع الاتجاه
- يهدف إلى الدخول في الصفقات عند مستويات الدعم أو المقاومة الرئيسية لتحقيق أقصى قدر من إمكانات الربح.
- يتطلب الصبر لإتاحة الفرصة للصفقات بالتطور والتوضّح وفقًا لإيقاع السوق.
- غالبًا ما ينطوي على تحديد أوامر وقف الخسارة على نطاق أوسع لاستيعاب تقلبات السوق.
يحتفظ متداولو التأرجح بمراكزهم لفترة أطول من المتداولين اليوميين، مما يسمح بتغييرات سعرية أكبر، وربما تحقيق أرباح أكبر. يستغل تداول التأرجح زخم الأداة المالية الذي يستمر لأيام أو أسابيع. ويستخدم متداولو التأرجح عادةً مؤشرات فنية، مثل المتوسطات المتحركة، لتحديد اللحظة المثالية لدخول الصفقة وتحقيق أقصى استفادة من حركة السعر.
يتيح أسلوب تداول التأرجح للمتداولين مزيدًا من الوقت لتحليل السوق والبحث فيه قبل دخول أي صفقة. ويُعتبر هذا الأسلوب أكثر مرونةً من التداول اليومي، إذ لا يحتاج المتداول إلى مراقبة صفقاته المفتوحة باستمرار. ومع ذلك، يتطلب تداول التأرجح عقلية صبورة وهادئة، إذ يجب على المتداولين تجنب الخوف وإغلاق صفقاتهم قبل الأوان أو عدم تمويل حساباتهم بما يكفي لتجاوز موجات التقلبات. على سبيل المثال، قد يواجه المتداولون انخفاضات مؤقتة في الأرباح قبل تحقيق أهداف الربح، مما قد يؤدي إلى خسارة كبيرة في حال ارتداد مركز قبل السعر.
يمكن أن تُحقق حركات التأرجح هوامش ربح عالية، ولكنها تنطوي أيضًا على خطر خسائر أكبر. على عكس المتداولين اليوميين، يُبقي متداولو التأرجح مراكزهم مفتوحة طوال الليل، وأحيانًا خلال عطلات نهاية الأسبوع، مما يجعل مراكزهم عُرضة لفجوات الأسعار والأحداث الإخبارية السلبية وغيرها من المخاطر التي قد تؤثر بشكل غير متوقع على سعر الأصل وقيمة مركز المتداول. لذلك، فإن استراتيجية إدارة المخاطر القوية والبحث الدقيق أمران أساسيان لنجاح تداول التأرجح.
تداول المراكز
الخصائص الرئيسية لأسلوب تداول المراكز:
- يتم الاحتفاظ بالمراكز لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات لاستهداف الاتجاهات طويلة الأجل.
- يركز على التحليل الأساسي واتجاهات الاقتصاد الكلي والعوامل الجيوسياسية.
- يشدد على تحديد موضوعات السوق الرئيسية وتحولاته الهيكلية.
- يتطلب منظورًا أوسع وقدرة أكبر على تحمّل تقلبات السوق وتراجعاته.
- غالبًا ما يتطلب تحديد أوامر وقف الخسارة على نطاق واسع لاحتواء تقلبات السوق طويلة الأجل.
تداول المراكز هو استراتيجية تداول طويلة الأجل، وعادةً ما يحتفظ متداولو هذا الأسلوب بصفقاتهم المفتوحة لمدة أسابيع أو أشهر - أو حتى سنوات.
يتجاهل هذا الأسلوب في التداول تغيرات الأسعار والاتجاهات قصيرة الأجل، ويعتمد بدلاً من ذلك على تحديد الاتجاهات المربحة طويلة الأجل. غالبًا ما يعتمد متداولو المراكز في قراراتهم التداولية على التحليل الأساسي، مع مراعاة مؤشرات الاقتصاد الكلي والجزئي. من المفيد لمتداولي المراكز أن يكونوا على دراية بالمفاهيم الفنية، مع التركيز على الأطر الزمنية الأطول.
يُعدّ تداول المراكز الأكثر توفيرًا للوقت بين هذه الاستراتيجيات الثلاث، إذ لا يحتاج المشاركون في السوق إلى مراقبة مراكزهم المفتوحة بقدر ما هو الحال في التداول اليومي أو تداول التأرجح. مع ذلك، يتطلب تداول المراكز عادةً رأس مال أكبر نظرًا لخضوع المراكز لدورات سوقية أطول. قد يكون التراجع الأسبوعي أكبر بكثير من التراجع الساعي، وبالتالي، يحتاج المتداول رأس مال كافٍ لتحمّل هذه التغيرات الكبيرة في الأسعار.
تتطلب هذه الاستراتيجية أيضًا الصبر والانضباط لتحمل تقلبات السوق المؤقتة. كذلك فإن المرونة النفسية ضرورية أيضًا لتجنب الانفعالات العاطفية لتحركات الأسعار قصيرة الأجل.
مقارنة بين أساليب التداول اليومي والتأرجح والمراكز
لكل أسلوب تداول مزاياه وعيوبه. لذا سنتناول تاليًا هذه الأساليب الثلاثة من حيث استهلاك الوقت، ومتطلبات رأس المال، والتكاليف، والمخاطر.
الاحتياج للوقت: يُعدّ التداول اليومي الأكثر احتياجًا للوقت بين هذه الأساليب، إذ يتعين على المتداولين اليوميين مراقبة الأسواق ونماذج الرسم البياني بشكل مستمر، وتحمّل مستويات عالية من التوتر مقارنةً بمتداولي التأرجح والمراكز. ومع ذلك، يُنهي المتداول اليومي صفقاته خلال يوم واحد، ولا يحتاج إلى مراقبة الصفقات المفتوحة على المدى الطويل. أما متداولو التأرجح والمراكز فيتّبعون نهجًا أكثر مرونة نسبيًا؛ إلا أن هذين الأسلوبين يتطلبان مزيدًا من الصبر ورأس المال والمهارة الفنية للحفاظ على الصفقات المفتوحة لفترة أطول.
متطلبات رأس المال والتكاليف: ينطوي التداول عبر الإنترنت على أنواع مختلفة من التكاليف، بما في ذلك تكاليف تنفيذ الصفقات ورسوم التبييت. عندما يفتح المتداولون اليوميون عدة مراكز في يوم واحد، قد يواجهون تكاليف تنفيذ صفقات أعلى، ولكن بإغلاق مراكزهم في نهاية اليوم، يتجنبون أي رسوم تبييت. أما بالنسبة لمتداولي التأرجح والمراكز، فالوضع معاكس، حيث قد يتحملون تكاليف تنفيذ صفقات أقل بفتح عدد أقل من المراكز، ولكن مع إبقاء مراكزهم مفتوحة لفترة أطول، فإنهم يتعرضون لرسوم تبييت أعلى وتكاليف أخرى. لهذا السبب، قد يتطلب تداول المراكز رأس مال استثماري أكبر، حيث يحتاج المتداول إلى رأس مال كافٍ لإبقاء صفقاته مفتوحة خلال دورات التقلب.
المخاطر: تشتمل المخاطر الرئيسية المرتبطة بالتداول اليومي على الإفراط في التداول، والضغط النفسي، وتقلبات الأسواق اليومية. وتُعدّ مخاطر التقلب ومخاطر السوق من التحديات الرئيسية في تداول التأرجح. ويشترك كلٌّ من تداول التأرجح وتداول المراكز في خطر فجوات الأسعار، حيث تُحفظ المراكز طوال الليل ولفترات زمنية أطول. تُعد إدارة المخاطر أمرًا بالغ الأهمية لجميع أساليب التداول، ويجب على المتداولين اختيار أدوات واستراتيجيات إدارة المخاطر بناءً على المخاطر التي ينطوي عليها أسلوب التداول الذي يختارونه.
يعتمد اختيار الأسلوب الأمثل في النهاية على كل متداول واحتياجاته وأهدافه. لذا، فإن من الضروري أن يجرب المتداول استراتيجية التداول التي اختارها عبر حساب تجريبي خالٍ من المخاطر أولًا ليتمكن من فهم كيفية عمل كل نهج بشكل عملي.
هذه المادة مقدَّمة لأغراض تعليمية فقط ولا تُعتبر نصيحة مالية أو توصية بالتداول.
التداول ينطوي على مخاطر.