التداول المتأرجح

مقدمة في التداول المتأرجح

التداول المتأرجح هو استراتيجية تداول تهدف إلى الاستفادة من الحركة السعرية القصيرة إلى المتوسطة المدى في الأسواق المالية.

يحاول المتداولون المتأرجحون التأثير في "تقلبات" الأسعار والاستفادة منها ضمن الاتجاه الحالي ودخول السوق في الوقت المناسب. يمكن أن تحدث تقلبات الأسعار بسبب مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك إصدارات البيانات الاقتصادية أو والأخبار أو التحولات في معنويات السوق. يستخدم المتداولون المتأرجحون التحليل الفني لتحديد اللحظة المثلى لفتح صفقات طويلة أو قصيرة الأجل.

يمكن للمتداولين المتأرجحين اعتماد نهج التداول المعاكس لاتجاه السوق بالإضافة إلى اتباع الاتجاه. يهدف متداولو الاتجاه المعاكس إلى الربح من الانعكاسات السعرية بدلًا من التداول في نفس الاتجاه الحالي.

يميل المتداولون المتأرجحون إلى الاحتفاظ بالمراكز لمدة يومين إلى أسبوعين نظرًا لأنها استراتيجية تداول متوسطة الأجل. لذلك، تعتبر هذه الاستراتيجية متوسطة بين التداول اليومي وتداول الاتجاه أو المراكز.

يحظى التداول المتأرجح بشعبية خاصة بين متداولي الأسهم والفوركس لأن أسواق الأسهم والفوركس عادة ما يكون لديها ما يكفي من التقلبات والسيولة لخلق فرص ربح للمتداولين المتأرجحين. ويمكن تطبيق الإستراتيجية على الأصول الأخرى أيضًا، مثل السلع والمؤشرات والصناديق المتداولة.

تحليل السوق للتداول المتأرجح

يستخدم المتداولون المتأرجحون التحليل الفني بشكل أساسي لتحديد فرص التداول وتحديد نقاط الدخول والخروج المثلى. المتوسطات المتحركة البسيطة ومؤشر ماكد ومؤشر القوة النسبية هي أمثلة على المؤشرات الفنية شائعة الاستخدام من قبل المتداولين المتأرجحين.

المتوسطات المتحركة البسيطة (SMA) هو متوسط الأسعار خلال فترة زمنية محددة ويمكن حسابه بناء على أسعار الإغلاق أو الافتتاح أو الحد الأدنى أو الحد الأقصى للأسعار، ولكن عادةً ما يتم استخدام أسعار الإغلاق لحسابه. يضع المتوسط المتحرك الأسّي (EMA) أهمية أكبر على أحدث نقاط البيانات، مما يوفر إشارات أوضح حول الاتجاه. يمكن للمتداولين المتأرجحين استخدام المتوسطات المتحركة الأسية لتحديد نقاط الدخول والخروج.

مؤشر ماكد (MACD) هو مؤشر يتبع الاتجاه ويتم حسابه عن طريق طرح المتوسط الأسّي (EMA) لمدة 26 فترة من المتوسط الأسّي لـ 12 فترة. يوفر مؤشر ماكد MACD مع خط إشارة للمتوسط المتحرك لمؤشر ماكد، إشارات فنية للشراء أو البيع.

مؤشر القوة النسبية (RSI) هو أحد مؤشرات التذبذب الرئيسية للتحليل الفني وتتراوح قيمته بين 0-100. يشير إلى ما إذا كان الأصل في ذروة البيع أو ذروة الشراء، مما يوفر للمتداولين فرصا لإيجاد نقاط الدخول والخرج المثلى للصفقات. إذا كانت القيمة أقل من 30، فإن الأصل في ذروة البيع وإذا كان أكثر من 70، فهذا يعني أن الأصل في منطقة ذروة الشراء. يمكن أن يساعد مؤشر القوة النسبية المتداولين على التحقق من صحة الاتجاهات وانعكاسات الاتجاه وإيجاد إشارات البيع والشراء.

على الرغم من أن التداول المتأرجح يعتمد على التحليل الفني إلا أنه من الضروري الجمع بين التحليل الفني والتحليل الأساسي لإعطاء المتداولين رؤية شمولية تدعم تحليلاتهم.

تعد تقارير الأرباح وإصدارات البيانات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية أمثلة على العوامل المؤثرة على تحركات الأسعار ويمكن أن يوفر استخدامها كجزء من تحليل السوق رؤى مفيدة حول تحركات السوق الحالية والمستقبلية.

هل التداول المتأرجح هو الاستراتيجية المناسبة لك؟

هل يمكن أن يكون التداول المتأرجح هو الخيار الأنسب لك من بين العديد من استراتيجيات التداول المختلفة؟ دعونا نلقي نظرة على العوامل التي يجب مراعاتها قبل اختيار التداول المتأرجح وما هي فوائد هذه الاستراتيجية.

نظرًا لأن المتداولين المتأرجحين يحتفظون بمراكز أطول من المتداولين اليوميين، فهي استراتيجية مناسبة للمتداولين الذين ليس لديهم الوقت لمراقبة تداولاتهم باستمرار وفتح صفقات جديدة. مع الأخذ بالاعتبار أن التداول المتأرجح يتطلب الصبر نظرًا لإبقاء الصفقات مفتوحة لمدة تزيد عن يوم واحد. يحتاج المتداولون المتأرجحون إلى أن يكونوا قادرين على التزام الهدوء، حتى لو تحرك السعر ضدهم بشكل مؤقت.

التداول المتأرجح هو أيضًا استراتيجية مناسبة للمتداولين الذين يرغبون في تداول العديد من المنتجات حيث يمكن تطبيقها على جميع منتجات التداول. تنويع محفظتك الاستثمارية يقلل من المخاطر الإجمالية لكن الإفراط في التداول والاحتفاظ بالعديد من المراكز في نفس الوقت يعرضك لمخاطر إضافية، مثل زيادة الرسوم والعمولات.

التداول المتأرجح هو استراتيجية مناسبة للمبتدئين لأنها أقل إرهاقًا ويمكن تداولها على فترة أطول نسبيًا من استراتيجيات التداول قصيرة الأجل التي تتطلب اتخاذ قرارات سريعة ومراقبة مستمرة للمراكز المفتوحة.

تذكر أن العثور على أنسب استراتيجية لأهدافك في التداول يتطلب التجربة. كما يمكنك أيضًا الجمع بين عدة استراتيجيات إذا رغبت بذلك.

دور إدارة المخاطر في نجاح استراتيجية التداول المتأرجح

إدارة مخاطر التداول هي من أهم خطوات نجاح التداول المتأرجح. لتحقيق ذلك يمكنك استخدام أدوات إدارة المخاطر المختلفة، مثل، أوامر وقف الخسارة، لحماية استثماراتك. فيما يلي بعض المخاطر التي يجب على المتداولين المتأرجحين أخذها في الاعتبار.

تعد مخاطر التقلب ومخاطر السوق أحد المخاطر الرئيسية التي ينطوي عليها التداول المتأرجح. يمكن أن تؤدي تحركات الأسعار والتذبذبات الناجمة عن العوامل الاقتصادية، مثل إصدارات البيانات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية والأخبار غير المتوقعة إلى خسائر كبيرة. يساعد تحديد حجم المركز وتنويع المحفظة وإدارة المخاطر المتداولين على تقليل مخاطرهم.

نظرا لأن المتداولين المتأرجحين يبيتون مراكزهم إلى اليوم التالي وأحيانًا طيلة عطلة نهاية الأسبوع، فإن مراكزهم معرضة للفجوات السعرية. فجوات الأسعار تحدث عندما يتغير سعر الأصل بشكل كبير بسبب التداولات التي تحدث خلال فترة إغلاق السوق.

يمكن أن يؤدي عدم الانضباط والتأثر بالعواطف إلى اتخاذ قرارات متسرعة ومتهورة وتعريض رأس المال للخطر. التحليل الشامل للسوق والالتزام باستراتيجية دخول وخروج واضحة يقلل من مخاطر التداول العاطفي.

كيف تبدأ التداول المتأرجح

فيما يلي نبسط لك خطوات البدء بالتداول المتأرجح:

１. تحديد سوق متقلبة ذات سيولة عالية: تتمثل الخطوة الأولى في تحديد منتج يحتوي حاليًا على تقلبات وسيولة كافية لتوفير فرص ربح مثيرة للاهتمام.

２. تحديد نقاط الدخول والخروج: استخدم التحليل الفني والأساسي لتحديد نقاط الدخول والخروج. استخدم المؤشرات الفنية وأدوات التداول لمساعدتك في إجراء تحليل شامل لاتخاذ قرارات مدروسة.

３. تنفيذ إدارة المخاطر: استراتيجية إدارة المخاطر تمكنك من حماية تداولاتك. إضافة أدوات إدارة المخاطر، مثل أوامر وقف الخسارة للحد من الخسائر وأوامر جني الأرباح للحفاظ على أرباح صفقاتك تساعدك في ضبط تأثير المخاطر.

４. المراقبة والمراجعة: راقب تداولاتك بشكل مستمر وابحث عن تحركات الأسعار غير المتوقعة وقم بالتعديل، إذا لزم الأمر. إذا قمت بتحديد أمر وقف الخسارة سيغلق مركزك تلقائيًا في حالة تحرك السعر في اتجاه معاكس لتوقعاتك ولكن يمكنك إغلاق صفقاتك يدويًا في أي وقت ترغب في الخروج من السوق خلال عمل الأسواق فقط.

إذا كنت جديدا في التداول ، يمكنك التدرب على التداول المتأرجح باستخدام حساب تجريبي في بيئة تداول خالية من المخاطر قبل دخول الأسواق بأموال حقيقية.