استخدم اتجاه السوق لصالحك

ماذا يعني "الاتجاه" في التداول؟

الاتجاهات هي مفهوم أساسي في التحليل الفني والتداول عبر الإنترنت. أبسط تفسير هو أن الاتجاه هو الاتجاه العام للسوق (trend) ويشير إلى حركة سعر الأصل المالي، مثل زوج العملات أو السهم أو السلعة أو المؤشر. 
يمكن أن تحدث الاتجاهات على مدى أطر زمنية مختلفة، تتراوح من دقائق في التداول اليومي إلى أشهر أو حتى سنوات في الاستثمار طويل الأجل.

هناك ثلاثة أنواع من الاتجاهات حيث يمكن للأسواق أن تتحرك صعودًا أو هبوطًا أو جانبيًا. في الاتجاه الصعودي، يتحرك سعر الأصل مكوّنًا قمم أعلى وقيعان أعلى. في الاتجاه الهابط، تكون الحركة معاكسة مع انخفاض كل من القمم والقيعان. في الاتجاه الجانبي، يتحرك سعر الأصل ضمن نطاق ضيق نسبيًا دون إجراء تحركات كبيرة صعودًا أو هبوطًا.

يشير الاتجاه الصاعد إلى وجود طلب قوي على الأصل، في حين أن الاتجاه الهابط يعني وجود عرض قوي للأصل في السوق. يشير الاتجاه الجانبي إلى وجود توازن بين المشترين والبائعين. 

يعد فهم مفهوم الاتجاه والقدرة على تحديد الاتجاهات مهارة أساسية للمتداولين من جميع المستويات. يتم بناء العديد من استراتيجيات التداول حول التقاط زخم الاتجاهات، مثل استراتيجيات اتباع الاتجاه واستراتيجيات الزخم.

يستخدم المتداولون والمستثمرون أدوات ومؤشرات مختلفة لتحديد الاتجاهات وقياس قوتهم واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على الاتجاه السائد الذي حددوه.

مقدمة في تداول الاتجاه

تداول الاتجاه هو استراتيجية تداول شائعة تعتمد على تحديد الاتجاه السائد لحركة السوق بهدف تحقيق الربح. يعتقد متداولو الاتجاه أن الأصول تتحرك في اتجاهات ثابتة بمرور الوقت.

الفكرة وراء تداول الاتجاه هي الشراء عندما يكون الاتجاه صعوديًا والبيع على المكشوف عندما يكون الاتجاه هابطًا، مع توقع استمرار الاتجاه.

تداول الاتجاه هو استراتيجية تداول مباشرة نسبيًا مما يجعلها مناسبة للمتداولين من جميع مستويات الخبرة. 

إليك الخطوات الرئيسية في تداول اتجاه السوق:

1. تحديد الاتجاه
   الخطوة الأولى في تداول الاتجاه هي التعرف على الاتجاه السائد. يستخدم المتداولون أدوات التحليل الفني، بما في ذلك خطوط الاتجاه والمؤشرات مثل المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية، لتحديد اتجاه السوق وقياس قوته.
2. نقاط الدخول
   بمجرد تحديد الاتجاه، حان الوقت للبحث عن نقطة دخول مثالية لبدء صفقة جديدة. يمكن القيام بذلك من خلال البحث عن الارتدادات ونقاط الانعكاس داخل الاتجاه الحالي، والذي يتم من خلال النظر إلى مستويات الدعم والمقاومة. قبل فتح المركز، يمكن أن تساعد مؤشرات التأكيد مثل مؤشرات التذبذب في التحقق من نقاط الدخول المثالية.
3. استراتيجيات الخروج 
   تلعب استراتيجية الخروج الفعالة دورًا مهمًا في تعظيم الأرباح وتقليل الخسائر. أوامر جني الأرباح هي أداة شائعة الاستخدام لجني الأرباح. يسمح أمر جني الأرباح للمتداولين بتحديد مقدار الربح الذي يرغبون في تحقيقه وتعيين الصفقة لإغلاقها تلقائيًا عند الوصول إلى مستوى الربح هذا.
4. إدارة المخاطر
   مثل أي استراتيجية تداول، تعد إدارة المخاطر ضرورية أيضًا في تداول الاتجاه ويجب تطبيق أدوات إدارة المخاطر على جميع الصفقات. يساعد وضع أمر وقف الخسارة على الحد من الخسائر المحتملة في حالة انعكاس الاتجاه بشكل غير متوقع. في تداول الاتجاه، غالبًا ما تكون مستويات الدعم والمقاومة بمثابة مؤشر لأوامر وقف الخسارة وجني الأرباح.

كيف أستخدم خطوط الاتجاه وأدوات التحليل الفني في تداول الاتجاه؟

لبدء تداول الاتجاه، تحتاج إلى معرفة كيفية تحديد الاتجاهات. دعونا نلقي نظرة على خطوط الاتجاه وغيرها من الأدوات الشائعة الاستخدام من قبل متداولي الاتجاه.

خطوط الاتجاه في النماذج البيانية هي الأداة الأكثر شعبية لتحديد الاتجاهات. يتم رسم خطوط الاتجاه من خلال ربط سلسلة من أسعار الأصول معًا. لإنشاء خط اتجاه، يجب أن يكون لديك على الأقل سعران أعلى أو أقل لربطهما معًا.

بالإضافة إلى خطوط الاتجاه، هناك أدوات ومؤشرات فنية أخرى يمكن للمتداولين استخدامها لتحديد الاتجاهات وتأكيدها. المتوسطات المتحركة ومؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر متوسط الاتجاه (ADX) هي بعض من المتوسطات المتحركة الشائعة الاستخدام. يعزز استخدام أدوات ومؤشرات متعددة تأكيد الاتجاه.

المتوسط المتحرك البسيط (SMA) هو متوسط الأسعار على مدى فترة زمنية محددة ويمكن حسابه على أساس الإغلاق أو الافتتاح أو الحد الأدنى أو الحد الأقصى للأسعار. تعطي المتوسطات المتحركة الأسية (EMA) وزنًا أكبر للأسعار الأخيرة، مما يجعلها أكثر حساسية لتغيرات الأسعار على المدى القصير.

مؤشر القوة النسبية (RSI) هو مؤشر ذبذبة الزخم الذي يقيس سرعة وأهمية التغيرات الأخيرة في أسعار الأصل. ويتراوح بين 0-100. تشير القراءة التي تقل عن 30 إلى أن الأصل في ذروة البيع، بينما تشير القراءة التي تزيد عن 70 إلى أنه في ذروة الشراء. من خلال تحليل زخم وحجم التغيرات الأخيرة في الأسعار، يمكن لمؤشر القوة النسبية مساعدة المتداولين في التحقق من صحة الاتجاهات والتنبؤ بانعكاسات الاتجاه.

يمكن استخدام مؤشر متوسط الاتجاه من قبل متداولي الاتجاه لقياس قوة الاتجاه ومساعدتهم على تحديد ما إذا كانت هذه الحركة السعرية المناسبة للتداول. كمؤشر القوة النسبية، فإن مؤشر ADX له أيضًا قيمة بين صفر و 100. إذا كانت قيمة ADX أقل من 25، فقد يشير ذلك إلى اتجاه ضعيف أو حتى أنه لا يوجد اتجاه محدد في السوق. عندما تكون القيمة أكثر من 25، يعتقد متداولو الاتجاه أن الاتجاه واضح وقوي بما يكفي للدخول في مركز. كلما ارتفعت القيمة، كان الاتجاه أقوى.

عادةً ما تكون جميع هذه الأدوات متاحة على منصة التداول عبر الإنترنت الخاصة بالوسيط الذي تتعامل معه. على منصات التداول الشائعة، مثل منصة MT5، يمكن للمتداولين رسم خطوط الاتجاه بسهولة وتطبيق مؤشرات مختلفة على مخططاتهم. هذه الأدوات مجانية الاستخدام، ويمكنك التدرب عليها باستخدام حساب تجريبي مجاني إذا كنت تشعر أنك بحاجة إلى مزيد من الممارسة لفهم كيفية عملها.

مزايا وعيوب تداول الاتجاه

يقدم تداول الاتجاه العديد من الفوائد ويمكن لهذه المزايا أن تجعل هذه الاستراتيجية نهجًا جذابًا للمحترفين ذوي الخبرة وللمبتدئين الذين يتعلمون التداول في الأسواق المالية. بالرغم من أن اتجاهات التداول يمكن أن تكون مربحة، إلا أنها تأتي مع بعض التحديات التي يجب مراعاتها أيضًا. 

فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي ستفيدك:

البساطة: المفهوم الأساسي لتداول الاتجاه بسيط نسبيًا: تحديد الاتجاه الحالي والتداول في نفس الاتجاه. هذه البساطة تجعل الاستراتيجية في متناول المتداولين من مختلف مستويات الخبرة.

تحديد نقاط دخول وخروج واضحة: استخدام أدوات التحليل الفني يجعل تحديد نقاط الدخول والخروج للصفقة أمرًا بسيطًا للغاية مما يساعد المتداولين على اتخاذ قرارات أكثر انضباطًا وتقليل تأثير العواطف على قراراتهم.
مناسب للعديد من الأسواق: يمكن تطبيق تداول الاتجاه على مجموعة متنوعة من فئات الأصول، بما في ذلك الأسهم والسلع والمؤشرات والعملات. هذا يجعل من السهل على المتداولين تنويع محفظتهم دون الحاجة إلى تغيير استراتيجية التداول. 

ملائمة هذه الاستراتيجية مع مختلف أهداف التداول: يُعد تداول الاتجاه استراتيجية مفيدة للمتداولين الذين يركزون على الأرباح قصيرة الأجل، ولكن يمكن تطبيقه على الأهداف المالية طويلة الأجل أيضًا.
عدم وجود اتجاه واضح: في بعض الأحيان لا يكون للأسواق اتجاه واضح، وتكون حركة السعر جانبية أكثر من صعودها أو هبوطها. في هذه اللحظات، قد يرغب المتداولون في اختيار استراتيجية تداول أكثر ملاءمة مثل استراتيجية التداول المحددة النطاق.

تجنب الإشارات الخاطئة والانحرافات: على الرغم من البساطة الواضحة لتداول الاتجاه، إلا أن هناك بعض السيناريوهات التي قد تحدث دون التنبؤ بها.  الإشارات الخاطئة هي تحركات الأسعار التي تدفع المتداولين إلى تنبؤات مستقبلية غير صحيحة. يمكن أن يؤدي الدخول إلى السوق أو الخروج منه بسبب إشارة خاطئة إلى خسائر؛ لهذا يتم تشجيع المتداولين على استخدام أدوات تأكيد الاتجاه لتجنب الدخول أو الخروج المبكر. تشير تداول المنشار الثاقب (أو Whipsaws) إلى التغيرات المفاجئة وغير المتوقعة في سعر الأصل ويمكن أن تسبب في تكوين إشارات خاطئة.

توقع انعكاسات الاتجاه: عادةً لا تستمر الاتجاهات إلى الأبد، مما يعني أنه في مرحلة ما سينعكس الاتجاه أو يتغير. في بعض الأحيان يمكن أن تكون انعكاسات الاتجاه غير متوقعة وقوية، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة إذا تركت الصفقات دون مراقبة أو لم تقم بتطبيق إدارة المخاطر بشكل صحيح.

نقاط الدخول أو الخروج الفائتة: أحد المخاطر في تداول الاتجاه هو دخول السوق في وقت متأخر جدًا أو الخروج منه في وقت مبكر جدًا فلن تستغل حينها الاتجاه بشكل كامل. من المهم الجمع بين العديد من الأدوات والمؤشرات للتنبؤ بتحركات الأسعار ومواصلة مراقبة مراكزك لتعديلها وفقًا للمواقف المتغيرة.

من المهم أن تتذكر أنه لا توجد استراتيجية تضمن الأرباح ويجب على المتداولين دائمًا تطبيق استراتيجيات مناسبة لإدارة المخاطر على صفقاتهم لحماية رؤوس أموالهم والحد من الخسائر. إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذا النهج، فمن المفيد ممارسة استراتيجيات الاتجاه الخاصة بك على حساب تجريبي للتداول بأموال افتراضية قبل تعريض أي رأس مال للخطر.